وصفت بالعمل “المشين” ” التغوُّط في العراء .. كارثة تواجه السودانيين
” الخرابات – العمارات المهجورة – تحت الأشجار – والقبور ” أبرز الأماكن
اليونيسيف : 10 ملايين سوداني يمارسون الظاهرة
مطالبة بإصدار لائحة وإنزال أقصى العقوبات
الخرطوم : انتصار فضل الله
تداولت الأسافير قبل أيام حديث نسب لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونيسيف”، كشفت خلاله عن عدد عشرة ملايين شخص، في السودان يتغوَّطون في العراء.
واعتبر متحدثون لـ(الصيحة) هذا الرقم كارثي، ويتطلب تدخل السلطات الصحية والبيئية، لمحاربة ما أطلقوا عليه ظاهرة ” التغوُّط”، وطالبوا بإيجاد لائحة أو إضافة مادة قانونية تمنع السلوك الذي وصفوه بـ” المشين” وله آثار بالغة الأذى على الوضع الصحي والبيئي والاقتصادي، مع إنزال أقصى العقوبات لكل من يعمل على تشويه الشوارع ويزيد من تدهور البيئة .
جغرافية الظاهرة
ووفقاً لحديث “اليونيسيف”، إن الولايات التي لديها أعلى معدًّلات التغوُّط في العراء هي “القضارف والنيل الأبيض وشمال ووسط وجنوب دارفور وكسلا وشمال وجنوب كردفان” وأن الأعداد تتراوح بين نسبة (40 – 45 % )،
وأشارت إلىأن ولايات الجزيرة وسنار وغرب دارفور والبحر الأحمر تجاوزت معدَّلات التغوُّط في العراء.
ظاهرة متمدِّدة
التغوُّط في العراء وفقاً للخبراء في الصحة والبيئة الذين أفادوا (الصيحة)، من الظواهر السودانية المتمددة أقل ماتوصف أنها مزعجة جداً، ويلاحظ وجودها في الشوارع والمباني المهجورة و”الخرابات”، وأكدوا أن ولاية الخرطوم ليست بمأمن عن ما يحدث في ولايات الأزمة المشار إليها، فالظاهرة متفشية في العاصمة بصورة كبيرة جداً.
ورصدت (الصيحة) العديد من المشاهد أشخاص يتغوَّطون في الشوارع والمباني والعمارات المهجورة وتحت الأشجار،
فيما أبدى مواطنون امتعاضهم لحدوث السلوك الغريب أمام مرأى ومسمع السلطات الصحية والمحلية، واشمأزت المواطنة نهى عادل من استغلال المساحات غير المبنية للتغوُّط. وقالت لـ(الصيحة) اتجه البعض لقضاء حاجتهم حتى في القبور ومدافع الموتى، بالتالي السلوك غير عقلاني وتقوم به الحيوانات فقط باعتبارها تفتقر لأماكن مخصصة لذلك.
حسم بالقانون
ويقول المواطن أمجد الحداد، يعمل في مخبز وسط الخرطوم، يقضي عدد كبير من المواطنين والمشرَّدين حاجتهم في محيط منطقة الخرطوم خاصة في محيط ” موقفي الإستاد وجاكسون”، بالرغم من وجود مراحيض ” حمامات” بأسعار رمزية لا تزيد عن الخمسمائة جنيه،
مناشداً بأهمية المحافظة على البيئة ومراعاة تدهور الأوضاع الصحية، واتفق مع البعض في وجود من يقوم بذلك العمل على الحوائط وأسفلها بالقرب من الكافتريات والمطاعم والمخابز، قاطعاً بأن الوضع يحتاج لحسم بالقانون.
غير محمودة
ويؤكد المختص في البيئة دكتور الشيخ محمد خاطر، تفشي الظاهرة التي وصفها بغير المحمودة، وشدَّد على محاربتها بكافة الوسائل مع إيجاد آليات تمنع ذلك من خلال لائحة محددة تتضمن عقوبات صارمة لممارسي العادة السيئة.
وقال د.الشيخ لـ(الصيحة)، توجد آثار بيئية وصحية، وتفشي العديد من الأمراض التي تؤدي بحياة المواطنين، وحمَّل المحليات والسلطات الصحية في كل الولايات المسؤولية كاملة.
وأمَّنت د.ريهام حمد، استشاري باطنية على حديث د. الشيخ وبعثت برسالة للحكومة بضرورة الاهتمام بالبيئة وتوفير ” المراحيض ” للذين يفتقرون لذلك.
رسالة أخرى
وكانت “اليونيسيف” قد طالبت في بيانها بمناسبة اليوم العالمي للمراحيض، من وزارتي الصحة الاتحادية والولائية وضع خارطة طريق للقضاء على التغوُّط في العراء في السودان لضمان صحة أفضل للجميع.
وأشارت إلى أن ثلث سكان السودان ما زالوا يتغوَّطون في العراء. إضافة إلى أن (35%) فقط، من السكان يستخدمون الصرف الصحي الأساسي.