محيي الدين شجر يكتب : قرون استشعار جهاز المخابرات
24 نوفمبر 2022م
إذا كان هنالك جهازٌ قويٌّ لم يتأثّر مُطلقاً بالمؤثرات السياسية المُحيطة بالسودان، فإنه بلا شك هو جهاز المخابرات العامة السوداني، نتيجةً لنظامه الدقيق البعيد عن السياسة وترتيباته العسكرية الصارمة، والتي جعلته يُحافظ على قُوّته في كل الظروف، ويمارس عمله الاستراتيجي بكل هِمّة في المُحافظة على السودان من كافة أشكال المُؤامرات والمخاطر التي قد تتهدّده.
حيث ظل يعمل بالتعاون مع الأجهزة الأخرى في مكافحة الإرهاب والجماعات المُتطرِّفة، والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى الهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود بين دول الإقليم في مُواجهة انتشار تجارة السلاح.
ولهذا، فإنّني أنظر بإعجابٍ شديد لهذا الجهاز وهو يعمل على المُحافظة لهيبة الدولة، خاصّةً وأنّ موقع السودان الجُغرافي يجعله في مرمى مُهدِّدات التهريب والإرهاب وتجارة السلام وهذا يتطلب جهازاً قوياً للمخابرات يملك قرون استشعار دقيقة ضد المخاطر.
ولعلّ نجاحه في الآونة الأخيرة في القبض على عددٍ ليس بالقليل من الجماعات المُتطرِّفة بعزم وشدة، وتقديمه في سبيل ذلك عدداً من الشهداء، أكسبه احترام السُّودانيين.
وبخلاف جهوده الحثيثة في مجالات كثيرة، فقد استضاف خلال ثلاثة أشهر فقط مُؤتمرين مُهمّين للغاية، الأول استضافته قبل مائة يوم قادة منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية التي تضم 54 دولة، وها هو بالأمس يستضيف كذلك، قادة أجهزة الأمن والمُخابرات في إقليم البحيرات العظمى الذي يضم 12 دولة أفريقية، حيث تسلم السودان رئاسة اللجنة التنسيقية الإقليمية للمرة الثانية في تاريخ هذه المنظمة.
وتكتسب هذه المنظمة أهميتها بناءً على ديباجة تأسيسها التي تعترف بأن عدم الاستقرار السياسي والصراعات في بلدانها له بُعدٌ إقليميٌّ بالغٌ، ما يتطلّب جهداً متضافراً لتعزيز السلام والتنمية المُستداميْن.
ولقد تابعت في أغسطس الماضي، ورشة قيِّمة عن دور التحصين والمُعالجة الفكرية في مُكافحة الإرهاب، نظّمها جهاز المخابرات العامّة السوداني بالتنسيق مع لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية السيسا، وجاءت الورشة لتُؤكِّد على موقف السودان الثابت والقاطع في إدانة كافة أشكال التطرُّف والتطرُّف العنيف والإرهاب والأنشطة الإجرامية.
ولقد أعجبني حقيقة ما ذكره الفريق أول أمن، أحمد إبراهيم مفضل رئيس جهاز المخابرات العامة أمس الأول في مؤتمر قادة المخابرات في إقليم البحيرات العظمى بقوله، إن الشعوب الأفريقية هي التي ستُسدِّد فاتورة التطورات السياسية والأمنية دولياً وإقليمياً.
والمُتابع للأعمال المهمة التي يقوم بها جهاز المخابرات العامة، يلحظ بوضوح، حرص قيادته الشديد على متابعة كل صغيرة وكبيرة تُهدِّد وطننا المترامي الأطراف، وهذا العمل يتم بكل مسؤولية وهمّة وهم يستحقون الشكر والتقدير في مثل هذه الظروف الدقيقة جداً من تاريخ بلادنا في ظل صراع متصل لأجل مكاسب شخصية خاسرة، مُتناسين مصلحة الوطن العليا التي لا تضاهيها أي مصلحة أو كسب.
لكنّهم لا يعرفون..!