شرق السودان.. التسوية السياسية ومخاطر الانزلاق
شرق السودان.. التسوية السياسية ومخاطر الانزلاق
الخرطوم ـ صبري جبور
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من التعقيد بالمسرح السياسي، في ظل التسوية المرتقبة التي قاربت على نهايتها عقب الإعلان عن الاتفاق الإطاري بين المكون العسكري والتغيير “المجلس المركزي”، بغية الوصول توافق ينهي الأزمة الحالية، ولكن ستظل هناك ملفات عصية عن الحل حال لم تتوافق أطرافها مع العسكر والمدنيين، لاسيما ملف شرق السودان الذي بسببه شهد الإقليم خلال الفترة الماضية أحداث وخلافات بين قيادات الشرق، لذا الأمر يتطلب التوافق الحكمة حتى لايحدث صراع جديد، وعلى ضوء ذلك أقامت الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة ندوة بعنوان (شرق السودان.. التسوية السياسية ومخاطر الانزلاق) التي احتضنها مركز “اسكاي سودان” للخدمات الصحفية في مقرة بالخرطوم اليوم.
قوى الردة
قال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، الأمين داوود، خلال حديثه في الندوة “إن هناك مرتكزات أساسية تم الاتفاق عليها بين أطراق الشرق، مشيراً إلى أن الإقليم ماهو المدخل أو البوابة لإيقاف الانتقال في السودان، وأبان هنالك من يقول ويدعي أن الإشكاليات في الشرق تستهدف الانتقال، وأضاف : لكن هيهات.
وقطع داوود أن قوى الردة الآن تتكالب في الشرق خاصة البحر الأحمر، ضد الانتقال، كاشفاً عن تفاهمات مع قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وكيانات وقوى أهلية لطرح مرشح رئيس الوزراء من الشرق، وقال حتى لاتعود الدولة المركزية في السودان، مؤكدة تمسكهم بهذه الخطوة للمظالم التاريخية في الشرق.
تفاهم بين المعسكرين
وأفصح داوود أن هناك -أيضاً- تفاهمات بين المعسكر الرافض لمسار الشرق والمؤيد له، باعتبار أن القضية تهم كل أبناء الإقليم، مشدِّداً على ضرروة أن تشمل التسوية المرتقبة الجميع، بجانب أن يكون لها رؤية واضحة لحل ملف الشرق، وأضاف: “لن نسمح للعودة إلى مربع ماقبل ٢٥ أكتوبر2021م.
وقطع داوود أنهم مع مراجعة اتفاق جوبا وليس إلغائه من أجل أن يشمل الجميع، و-أيضاً- حتى يعود النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، وإنهاء الصراع في السودان بشكل شامل، فيما وصف المحادثات الثنائية بين العسكروالتغيير بالإيجابية، وقال: لكن يجب أن تكون مع الأطراف السياسية الأخرى، وأضاف ” لن نقبل بأن تكون في تسوية ثنائية لا تخاطب قضايا الشرق بشكل واضح”.
لا عداوة مع ترك
أكد داوود أن وحدة مكوِّنات الشرق هي ضمان للاتفاق، مشيراً إلى أنهم حريصون على وحدة الشرق وقاطنيه، من خلال التفاهمات بين كل الأطراف، وقال: “لن نسمح بالتدخلات السالبة في الإقليم”.
وأشار إلى أن موقفهم من الحرية والتغيير لا يعني بأنهم راضون عن العسكر، وقال: ” لذلك نحن لسنا مع التغيير ولا مع الانقلابيين وإنما مع قضية الشرق”.
وقطع داوود أنه والناظر محمد الأمين ترك غير أعداء، وقال ” لكن بقدرة قادر المركز خلانا أعداء “، وأضاف ” حتى لو كان في خصوم بيننا سنحلها برانا”، وتابع ” لأن مصلحة الشرق تهمنا جميعاً”، وأكمل بالقول ” ماحيكون عندنا عداوة بيني وترك عشان مايستفيد منها العسكر والمدنيين”.
مخاطر انزلاق
بدوره قال الأمين السياسي للجبهة، جعفر محمد الحسن، أن التفاهمات الجارية بين العسكر والتغيير تمضي بشكل غامض، محذراً من حدوث مخاطرانزلاق بالشرق حال سير التسوية بالطريقة المطروحة الآن، وقال ” إذا حصل انفلات في الشرق سيكون نهاية السودان”. وأشار -الآن- السودان يمر بمرحلة جديدة فيها ترتيبات سياسية ودستورية، وأبان لكن مازالت التفاهمات الجديدة تمضي بشكل غامض لكل الناس، وقال: “الظروف الجديدة بالنسبة لنا سواءً اتفاق أو تسوية إذا ذهبت بهذه الطريقة سوقف تكون هناك مخاطر على الشرق.
محاور أساسية
وقطع جعفر أن كرت إغلاق الموانئ الذي كان في الفترة الماضية أصبح مضر بسمعة السودان في السياسة والاقتصاد، وشدَّد على ضرورة أن تتضمَّن التسوية المنتظرة أربعة أسس أساسية، تحدد علاقتهم مع القوى الأخرى، ممثلة في عملية الانتقال، مبيِّناً إلى أن الحكومة في الخرطوم كانت لهآ تأثيراتها على السودان، وأشار إلى أن قضية الشرق لن تحل مالم تحل قضية الانتقال، مشيراً إلى أن النهضة الشاملة في السودان لابد أن تتم معالجة الاختلال التنموي في الشرق.
وشدَّد جعفر على ضرورة قيام مؤتمر جامعي لشرق السودان لتصفير عداد مشكلة الشرق، وقطع “أي جهة إقليمية دولية لابد أن تضع تصور لمعالجة قضية الانتقال في شرق السودان”، بجانب أهمية معالجة القضايا الانتقالية، وقال: “لابد من اعتراف بالضحايا، وأن تطال العدالة الجميع، فضلًا عن محور لجنة إزالة التمكين، وقال: ” الآن عودة النظام السابق في الشرق السودان عبر بوابه القبيلة في الشرق.
وقطع جعفر أن الجبهة الشعبية مع الحل السياسي السلمي وليس بالطريقة الآحادية، وقال: “دي آخر فرصة في السودان إذا حصل انقلات في الشرق سيكون نهاية السودان “. وجزم بأنهم لن يسمحوا لأي شخص بأن يزايد عليهم، وأضاف: ” لأننا حراس الثورة”.