الإرهاب والحركات السالبة تحت نظر أصحاب “النظارات السوداء”
تقرير- محمد البشاري
صباح اليوم، الثلاثاء وبمقر أكاديمية الأمن بمنطقة سوبا جنوبي الخرطوم كان أصحاب “النظارات السوداء” مديرو المخابرات بدول إقليم البحيرات العظمى في انتظار وترقب لوصول رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، لتشريف ومخاطبة الاجتماع العادي السابع عشر للجنة الإقليمية الذي تنظمه منظمة المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمى، قضايا ساخنة في الإقليم مثلت مسار الحديث خلال الفعالية، ولعل أبرز تلك القضايا التي تشكل مهدِّداً حقيقياً لدول المنظمة والقارة الأفريقية هي الحركات السالبة والقوى المسلحة والإرهاب والتطرُّف والجرائم العابرة، تلك القضايا تتطلب عملاً شاقاً من أجهزة المخابرات في المنظمة للقضاء عليها وإحلال السلام.
مهدِّدات إقليمية
وبالعودة للمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى فهو منظمة حكومية دولية تضم بلدان منطقة البحيرات العظم، وتتألف المنظمة من (12) دولة عضو، هي “أنغولا، وبوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وكينيا، وأوغندا، ورواندا، وجمهورية جنوب السودان، والسودان، وتنزانيا، وزامبيا”، ويستند تأسيسها إلى الاعتراف بأن عدم الاستقرار السياسي والصراعات في هذه البلدان له بعد إقليمي بالغ، مما يتطلب جهداً وتعاوناً من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامين.
وتعتبر البحيرات العظمى الأفريقية، هي سلسلة من البحيرات وبحيرات الوادي المتصدع والتي تقع حول وداخل الوادي المتصدع الكبير في أفريقيا، وتشمل بحيرة ڤيكتوريا، أكبر البحيرات العذبة في العالم من حيث المساحة وبحيرة تنجانيقا، ثاني أكبر بحيرات العالم من حيث الحجم والعمق.
وتعد منطقة البحيرات العظمى الأفريقية من أغنى مناطق أفريقيا بالماء ومصادر الثروة، وهي الغنية باليورانيوم، والكوبالت، والنحاس، والألماس، والذهب، والأحجار الكريمة.
في مستهل بداية اجتماع مديري مخابرات منظمة البحيرات تسلم مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضَّل، رئاسة اللجنة التنسيقية الإقليمية لمنطقة البحيرات العظمى، وتأتي أهمية اللجنة في معالجة المشاكل والمهدِّدات الإقليمية المتمثلة في الحركات الأسلحة السالبة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة، وتلعب المنظمة دوراً فاعلاً في توحيد جهود الدول الأعضاء لمكافحة الظواهر السالبة في دول البحيرات العظمى.
احتواء النزاعات
بالمقابل جدَّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، التزام المؤسسة العسكرية في السودان بالخروج من العمل السياسي وتركه للمدنيين عبر حكومة كفاءات مدنية غير حربية، وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية .
وأكد البرهان خلال مخاطبته الاجتماع العادي السابع عشر للجنة الإقليمية الذي تنظمه منظمة المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمي ويستضيفه جهاز المخابرات العامة السوداني بالخرطوم في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر 2022م بحضور ومشاركة عدد من الوزراء والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في السودان، أكد تطلع المؤسسة العسكرية لتوافق وطني شامل تشارك فيه كل القوى السياسية والشبابية .
وأشاد البرهان بالجهود المقدرة للجنة الإقليمية لدول البحيرات العظمى في التصدي للمخاطر والمهددات في القارة الإفريقية والإقليم، مشيراً إلى أن المتغيِّرات التي يشهدها العالم تتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات وانتظام الاجتماعات لسد الثغرات بأقصى درجات الجودة في العمل الأمني والاستخباراتي .
وأشار البرهان إلى أهمية التنسيق والتعاون المستمر بين أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية، مؤكداً جاهزية السودان للمساهمة في احتواء النزاعات في عدد من الدول الأفريقية ، مشيراً إلى دوره المشهود في دعم الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية عبر العديد من الاتفاقيات والإقليمية واستضافته للاجئين من دول شهدت حروب ونزاعات .
حركات مسلحة
من جهته قال مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل إنهم يعلقون أهمية كبرى على هذا الاجتماع من منطلق حرصهم الأكيد على دعم وتعزيز دور أجهزة الأمن والمخابرات في دول إقليم البحيرات العظمى في مواجهة التحديات الأمنية الشائكة التي تؤثر على حياة ونهضة شعوب الإقليم مما يتطلب حشد الطاقات والعمل كفريق متحد، وأكد أن الاجتماع يأتي في ظل تطورات سياسية وأمنية واقتصادية متسارعة على المستوى الدولي والإقليمي ولها تأثيرها البالغ على شعوب الإقليم، وقال “على المستوى الدولي الحرب الروسية الأوكرانية لها أثرها الكبير على التحالفات السياسية وإمدادات الغذاء والطاقة والتي ستكتوي بها القارة الأفريقية”، وأضاف “أما على المستوى الإقليمي فالإقليم به عدد كبير من الحركات المسلحة السالبة التي تزعزع أمن واستقرار العديد من البلدان وتحد من استغلال الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة للإقليم، كما أن الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي من أبرز التحديات وأخطرها لتأثيره المباشر على أمن واستقرار دول الإقليم مما يحتم عليهم بذل المزيد من الجهد والتعاون من أجل تعزيز السلم والاستقرار والأمن بالمنطقة”.
ودعا مدير المخابرات السوداني للعمل المشترك والتعاون والتنسيق وتبادل المعلومات لإيجاد الحلول الكفيلة بإقرار السلام وتحقيق الأمن والمضي إلى طريق التنمية والديموقراطية وإرساء قواعد العدل من خلال مبادرات يقدموها في ختام اجتماعاتهم والحرص على تنفيذها، وشدَّد على أهمية التعاون وتبادل المعلومات في مختلف القضايا محل الاهتمام، وتابع: “سنبلغ أهدافنا بالصبر والحكمة الأفريقية المعهودة لدى قادتنا ونؤكد للعالم أننا قادرين على إدارة شؤوننا في جميع قضايا الأمن والسلام”.
تحديات ومهدِّدات
بالمقابل اختتمت مساء أمس، فعاليات اجتماع اللجنة التنسيقية حيث خاطب جلستها الختامية نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وقال حميدتي خلال مخاطبته خاتمة الاجتماع، إن تحديات الإقليم لها تأثير مباشر مع مجتمعاتنا ولايمكن لأي دولة العمل منفردة ولا بد من تعاون لإبعاد شبح المهدِّدات من إقليمنا.
وأضاف أن السودان يواجه تحديات داخلية، وقال: ” نعمل على تجاوزها وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة”.