حطَّموا شماعة الإمكانيات.. أبطال السباحة يتوشحون بالميداليات أفريقياً
تنزانيا- علي البصير
حصد أبطال السباحة السودانية سبع ميداليات ثلاث منها ذهبية وذلك خلال مشاركتهم في البطولة الأفريقية للمنطقة الثالثة للسباحة (كانا زون3) المقامة بتنزانيا، كما فاز السودان باستضافة البطولة القادمة لما يمتلكه من خبرات إدارية وفنية وبنية تحتية وفقاً للمعايير الدولية،ما حققه أبطال السودان في تنزانيا سطر قصة نجاح تحطمت أمامها أساطير الإمكانيات وهي ملحمة سطرتها خامات وطنية لتعلي من شأن بلادها، عبر هذه المساحة ومن داخل مسبح جيمخانا الدولي في قلب دار السلام العاصمة الاقتصادية لتنزانيا نوثق بعضاً منها.
إعادة نظر
فاطمة الطيب ممثل وزارة الشباب والرياضة أشادت بالحضور السوداني المميز في البطولة، وقالت: استطاع سباحو السودان حصد العديد من الميداليات رغم العدد المحدود للمشاركين بالإضافة لحضور السودان من خلال المشاركة في إدارة وتحكيم البطولة الدولية مما يؤكد بأن السودان زاخر بالجواهر المؤهلة والمميزة على المستوى الإقليمي والعالمي وهي فرصة طيبة لإعادة النظر من قبل الوزارة في الاهتمام بالمناشط الأخرى ونأمل في مقبل المنافسات أن يكون الاستعداد والترتيبات بصورة أفضل ومواجهات تحديات الإمكانيات وإحكام التنسيق بين الوزارات المختصة لتقديم صورة مشرقة للسودان.
حضور سوداني مميَّز
الحكم الدولي وسكرتير عام اتحاد السباحة وليد عيد قال هذه المشاركة النوعية الرابعة للسودان، حيث استضاف السودان نسخة العام 2018م، وفاز ببطولتها مما شكل لنا دافعاً لمزيد من المشاركات وهي مسألة مهمة لدعم السباحين من خلال المنح الأفريقية والدولية، وأوضح أن السودان حقق وجود كبير من خلال مشاركته في اللجان الفنية ومن خلال مشاركة سباحين بمستويات رفيعة وحول المشاركات الفنية قال كابتن عيد وهو حكم دولي في هذه البطولة هناك كوادر سودانية تشكل مرتكزات أساسية في اللجان الفنية للاتحاد الأفريقي منهم كابتن سارة جاد الله وهي رئيس لجنة المياه المفتوحة وكابتن عامر بابور رئيس لجنة كرة الماء وغيرهم ممن يشغلون عضويات في لجان أخرى، بالإضافة إلى مشاركة أربعة حكام أساسيين في بطولة المياه المفتوحة المقامة بكينيا وآخرين في بطولة المياه القصيرة في أوغندا حتى وصل حكام السودان إلى 10 حكام دوليين.
تقليص بعثة السودان
وفيما يتعلق بمشاركة السباحين في هذه البطولة قال كابتن عيد: للأسف تم تقليص بعثة السودان من عشرة سباحين إلى أربعة، فقط، إضافة إلى ممثل الوزارة، أصبحت منحة البعثة قاصرة على خمسة فقط، وذلك نسبة لضعف الإمكانيات المادية فقرر الاتحاد المشاركة بالعدد المقرر وهم ثلاثة سباحين رجال وسباحة واحدة، لذلك جاءت بعثة السودان أقل بعثة مشاركة من حيث العدد وبفضل الله حصد السباح أبوبكر عباس على (3) ميداليات وهو بطل متخصص في سباحة الصدر، وكذلك حصد السباح جعفر يوسف ميدالية فضية وهو بطل في المياه المفتوحة التي تم إلغاؤها بسبب المد وإجراءات السلامة وتحويلها من البحر إلى الحوض مما اضطر السودان لعدم المشاركة بسبب قلة عدد المشاركين.
تقدم واختراق
السباح أبوبكر عباس وصف المشاركة بالقوية، وقال: السودان يحتاج لمزيد من الاهتمام بالمناشط الأخرى خاصة السباحة والتي حققنا فيها نجاحات كبيرة ولم نتوقف، حالياً كانت بعثة السودان بعدد محدود واستطعنا أن نحقق فيها تقدماً واختراقاً كبيراً ولو كانت البعثة مكتملة لأحرزنا كأس البطولة، لأن السودان يتميَّز بخامات قوية ومجتهدة وهناك سباحين جاءوا على نفقتهم الخاصة وستكون لنا بإذن الله جولة قادمة في الخرطوم بعد استضافة السودان للنسخة القادمة.
اهتمام الدولة
المدرب أيمن النعيم، قال: إن ما تم في هذه البطولة يعتبر إنجاز كبير نظرًا للظروف المحيطة بالبعثة ونظرًا للإمكانيات المحدودة وقلة عدد المشاركين، فإذا نظرنا لأي بعثة مشاركة نجد أن السودان أقل بعثة من حيث العدد مقارنة بدول أخرى شاركت بحوالي (40) أو (50) سباحاً، والسودان شارك بأربعة، فقط، ما لاحظناه خلال هذه البطولة أن البعثات تحظى باهتمام من الدولة وليست الاتحادات فقط ويظهر ذلك من خلال التدريب والحرص على الحضور المشرِّف، وعلينا ألا ننظر للخلف أمامنا مهمة كبيرة بعد فوز السودان باستضافة البطولة القادمة خاصة وأن بالسودان خامات قوية وجهاز فني متمكن وبُنى تحتية تؤهله للفوز بالبطولة القادمة بإذن الله.
تحدي البطولة القادمة
الخبير الدولي عابد حمور، مسؤول اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقي لسباقات المياه المفتوحة ومدير منافسات المياه المفتوحة بتنزانيا تناول إمكانيات السودان في هذا المجال، وقال: إن تنزانيا التي استضافت هذه البطولة لا تمتلك مسبح أولمبي بينما يوجد في السودان خمسة مسابح ويوجد بتنزانيا عشرة مسابح صغيرة 25 متراً، بينما يوجد في الخرطوم 80 مسبحاً، بالتالي من ناحية الإمكانيات والبُنى التحتية فإن السودان متقدِّم جداً إضافة إلى ذلك خلال الأربع سنوات الماضية استضفنا بطولتين وفزنا ببطولة، وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجههم هو الإعداد المبكر واستقرار البلاد، وأكد أن السودان سيقدم نسخة مميزة بإذن الله.
تحطيم شماعة الإمكانيات
عاصم مصطفى، القائم بأعمال سفارة السودان في دار السلام، وأوضح أن أبطال السودان حطَّموا بهذه المشاركة شماعة الإمكانيات وتوشحوا بالذهب والفضة والبرونز وحققوا نتائج باهرة وأكدوا أن الفوز والنجاح لا يتأتى إلا بالعزيمة وحب الوطن، لافتاً إلى أن الفرق الأخرى من جنوب أفريقيا وهولندا وبوروندي وتنزانيا وغيرها قد دخلت المنافسات بعتاد كبير، من مدربين أجانب وخبراء تغذية ولياقة وسباق، وأضاف أن أبطال السودان جاءوا بإمكانيات أقل ولكنهم أرسلوا صرخة قوية للمسؤولين في السودان لضرورة الاهتمام بالمناشط الأخرى، لأن نتائجها ملموسة وباهرة،وفيما يتعلق باستضافة البطولة القادمة قال عاصم مصطفى، إنها من إنجازات ونجاحات المشاركة الباهرة وعليه يتوجب الاستعداد من الآن لإخراج نسخة تكون عالقة في أذهان كل المشاركين.