الحذر واجب يا شعبنا..
أحمد عبد الوهاب
السودان إما أن يكون بلداً محظوظاً.. أو بلداً محفوظاً.. محروساً.. أو الأثنين معاً..
فقبل ثلاثين عاماً.. كانت الحركة الشعبية والجيش الشعبي بقيادة جون قرنق.. تستعد لدخول الخرطوم دخول الفاتحين.. وعندما تدخل جيوش الغزاة بلداً.. فحدث عن ذلك ولا حرج.. وأسألوا أهل بغداد بعد سقوطها في أبريل عام 2004م..
ولأجل ذلك كتب شاعرنا الدبلوماسي الضخم محمد المكي إبراهيم (رد الـله غربته) في خباء العامرية يقول.. (ليس كالمحبين الغزاة دخولي)..
في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة عقود.. كانت (ألوان) تحاور صاحب حزمة تفانين الأستاذ حسن مختار رحمه الـله وحين يسأله صاحبها عن رأيه في جون قرنق يقول: اعذرني.. فأنا أخاف من يوم فتح الخرطوم..
وكانت 30 يونيو بشارة كبيرة للسودان.. بشارة ينبغي على جيل 2019م أن يعرفها.. ويدركها.. ويعرف أي جميل قدمته حركة 30 يونيو للسودان وشعبه..
لقد نجت الخرطوم من زنجبار نيلية.. وعلى يد مغاوير الجيش الأحمر.. ممن تم تدريبهم في كوبا ليكونوا نسخة اشتراكية من بلاك ووتر..
ومن يقرأ مذكرات هيلدا جونسون عرابة انفصال الجنوب.. سيدرك مدى الندم والرعب الذي أصاب تلك المرأة القاسية القلب.. على جريمة الانفصال..
روت السيدة جونسون أن زبانية الجيش الأحمر كانوا يجبرون الأبرياء على شرب دماء الضحايا.. ويرغمون الأمهات على مضغ أكباد فلذات أكبادهن.. وغير ذلك من مشاهد الرعب التي قالت إنها لم تخطر على قلب كل مصاصي الدماء وعتاة المجرمين في العالم..
كل ذلك كان مبرمجاً ومعداً بعناية للخرطوم ومعها كل السودان.. وما زال ذلك السيناريو المخيف ينتظر فرصة سانحة.. أو مجرد غفلة ليفعل بأهل السودان المسلمين الأبرياء مالم تفعله بلاك ووتر في الفلوجة.. وما لم تفعله المجموعات الإرهابية في سوريا وما لم تطبقه قوات الحشد الشعبي في الموصل..
يتذكر القاريء العزيز كل ذلك وهو يطالع صحيفته مع شاي الصباح.. آمناً مطمئناً يحمد ربه.. وأناس كشأنه هو بالذات في مناطق كثيرة في العالم يتعرضون للقمع والقتل.. ولعذاب يتمنون معه القتل نفسه..
ولما أعلن مدير جهاز الأمن مؤخراً عن وجود جيوش بكامل عتادها وأحقادها كانت تنتظر ساعة الصفر السودانية لتطبق على البلاد من الجهات الأربع.. وكانت فقط في انتظار اشارة الدخول بموجب الفوضى الخلاقة.. وتحت ذرائع شتى وأسباب عديدة.. كان يحذر من مؤامرة قديمة جديدة..
وهذه الجيوش ما كانت لتدخل للخرطوم وهي تلوح بباقات الورود والريحان.. أو ترش جموع الناس بعطر الكلونيا .. أو نفحة الريفدور..
إن على شعبنا أن لا ينسى أن بلاده مستهدفة ومحسودة.. وإن جهات كبرى تنتظر على أحر من الجمر للسطو على خيرات هذه البلاد يسيل لعابها وتتلمظ عياناً بياناً في انتظار ساعة الوثوب..
وحتى لا ننسى فإن الحذر واجب.. والمؤمن كيس (حذر)..
وعلى جموع شعبنا أن تكون يداً واحدة وقوة رادعة واحدة يربطها حبل ويقطعها سيف للوقوف في وجه المؤامرة الغاشمة..
ألا هل بلغت..؟؟