عودة الميرغني.. ملفات حزبية ووطنية تنتظر الحسم
عودة الميرغني.. ملفات حزبية ووطنية تنتظر الحسم
الخرطوم- الطيب محمد خير
حالة من الترقب تسود الساحة السياسية لعودة مولانا محمد عثمان الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل ظهر غدٍ الاثنين بعد تسعة أعوام قضاها في منفاه الاختياري بالقاهرة وتتزامن عودته مع الإعلان عن تقارب وجهات النظر بين كل الأطراف والتوجه نحو اتفاق للخروج من الأزمة.
وقال المحلِّل السياسي د. عبد الرحمن أبو خريس لـ(الصيحة): إن أهم الملفات التي تنظر مولانا محمد عثمان الميرغني، على مستوى الحزب مسألة الانقسامات الداخلية والآن الحزب واضح في أضعف حالاته بسبب الانقسامات التي شهدها وبالتالي في حاجة عاجلة لحسم كافة التفلتات بجانب إنهاء عملية ازدواجية المواقف وتباين الآراء داخل الحزب حول القضايا الوطنية، فهذا الجانب يكتنفه كثير من الضبابية في الحزب الذي أصبح متأرجح وغير مستقر رغم أن الشأن الوطني واحد من القضايا التي تحدد مسار الحزب، وفي رأيي هذه من الجوانب المهمة التي يجب أن يتولاها السيد محمد عثمان ولا يتركها لأجهزة الحزب ونائبه فهي من القضايا المهمة التي تحتاج لموقف واضح فلايمكن بأي حال أن يكون حزب في قامة الحزب الاتحادي متأرجح المواقف بين التحالفات وبالتالي لا بد من طرح رؤية واضحة للحزب لحل الأزمة السودانية وإدارة الفترة الانتقالية، وأن يكون لمولانا الميرغني بإرثه دور في قضايا السلام بجانب تحديد موقفه مما يجري في الساحة من عداوات تجاه القوات المسلحة وأن يعمل على المساهمة في إنهاء خطاب الكراهية.
وأشار أبو خريس، إلى عملية التحالفات التي ستنتظم الحزب في الفترة القادمة خاصة لخوض الانتخابات، لأنه أصبح واضح من الصعب أن يحقق حزب ما الأغلبية لتكوين الحكومة منفرداً وبالتالي الحزب في حاجة لبناء ائتلافات قوية تمكنه من تحقيق فوز كاسح في الانتخابات القادمة ليكون حكومة ائتلافية.
وفي هذا السياق قال المراقب العام للحزب الاتحادي الأصل هشام الزين لـ(الصيحة): تسود الساحة السياسية حالة من التفاؤل بعودة مولانا السيد محمد عثمان، كحدث الاهتمام به ليس حصرياً على جماهير الحزب الاتحادي الديموقراطي أو جماهير الختمية وإنما كل الشعب السوداني بمختلف انتماءاته الحزبية كشخصية قومية وفاقية ظل يسعى لوحدة واستقرار السودان والحفاظ عليها.
وأشار هشام إلى أن هناك ملفات تعد رئيسة سيعمل عليها مولانا على المستوى الوطني وبناء الثقة بين الأطراف وردم الهوة بين المؤسسة العسكرية والأحزاب السياسية وتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف للخروج من الأزمة بالتوافق حول قواسم مشتركة ببرامج ورؤى سودانية سودانية بتسهيلات من المجتمع الدولي للوصول لتوافق سياسي، حول القضايا المصيرية لانتشال البلاد من التناحر السياسي والتردي الاقتصادي بما يضمن الوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي وبناء قاعدة انتقال متينة لنجاح التحوُّل الديموقراطي.
وأضاف هشام ما يلي الحزب فهو موقفه الرافض للوثيقة الدستورية التي أعدتها اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، لأنها تشكل حل ثنائي والحزب خطه العمل على التوافق الشامل لكل الأطراف الذي يشكل مدخلاً للاستقرار السياسي والسلام المستدام، وهذا ما أعلنه السيد جعفر نائب رئيس الحزب وهو الذي يقود الحزب بتفويض من رئيسه مولانا السيد محمد عثمان، الذي رؤيته أن الحل الثنائي أضر بالبلاد منذ اتفاق نيفاشا وأدى إلى انقسامها.
أكد هشام أن تأييد الحسن وإبراهيم الميرغني لوثيقة المحامين لايمثل خط الحزب وهذه واحدة من الملفات داخل الحزب التي سيحسمها مولانا ويضع حداً لكافة التفلتات والتقاطعات في خط الحزب الذي يعمل عليه السيد جعفر نائب الرئيس بتوجيهات مباشرة من رئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان، الذي وجه قبل أسبوع بحسم كافة التفلتات وتم تكليف نائب رئيس الحزب بالتشاور مع مساعدي الرئيس بتعيين أمين سياسي للحزب بديلاً لإبراهيم الميرغني بعد الخطوة التي أقدم عليها بمخالفته لخط الحزب.
وقال هشام: إن وفوداً ستتحرَّك عقب عودة مولانا يقودها نائب الحزب السيد جعفر تبدأ طوافها بشرق السودان وصولاً لأريتريا والاجتماع بالرئيس الاريتري، وبعدها ستكون لها زيارة لدولة جنوب السودان باعتبارها راعية لاتفاق السلام وسيعقد الوفد لقاءات وتفاهمات مع رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو في إطار الاتفاق الإطاري الذي وقعه الحلو العام الماضي من الحزب في القاهرة، كما سيزور الوفد -أيضاً- الشقيقة دولة تشاد للوقوف على أوضاع اللاجئين بجانب مسألة التداخل القبلي بين الدولتين والعمل لترسيخ الحفاظ على السلام والاستقرار في الحدود.
بدوره أكد الخليفة مبارك بركات، رئيس لجنة الحشد والخدمات والتعبئة باللجنة العليا للاستقبال في تصريح لـ(الصيحة) أن الاحتفاء بعودة مولانا الميرغني حدث ظل الشعب السوداني ينتظره سنوات عديدة كونه شخصية وطنية وقيادة دينية مهمة للبلاد ومنصة انطلاق نحو حل سياسي ومدخل خير وقدم سعد لأهلها، درءاً للفتن ودفعا للبلاد وتوحيداً للصف وجمعاً للكلمة، مؤكداً اكتمال الاستعدادات كافة، داعياً كل قطاعات الشعب السوداني للمشاركة بفاعلية في استقبال السيد محمد عثمان، مبيِّناً أن برامج الاستقبال تنطلق من مطار الخرطوم مروراً بمدينة بحري وصولاً لمسجد السيد علي الميرغني.