* في سنوات الإنقاذ الأولى كان مواطنى نهر النيل يعانون كثيراً في الوصول إلى مدنهم وقراهم من رداءة الطريق، وبعد تشييد طريق التحدي انتهت المعاناة الجسدية لتتبدل إلى معاناة معنوية جراء الحوادث العديدة التي وقعت على طريق التحدي.
*أمس حملت الصحف وقوع حادث راح ضحيته من وفاة إلى جرحى قرابة الأربعة وعشرين مواطناً، ولا يمضي زمن بعيد إلا ونسمع عن حادث في هذا الطريق الذي له أهمية اقتصادية كبرى لتقصيره المسافة إلى ميناء السودان في بورتسودان.
*منذ سنوات، بدأت الدولة في تشييد طريق النيل الغربي والذي يربط الخرطوم بنهر النيل عن طريق أمدرمان، ولكن هذا الطريق كما قال لي أحد ابناء تلك المناطق وكأنه “مسكون بالجن” لم ينته رغم طول المدة الزمنية منذ البداية وحتى الآن.
*أمس الأول كان وكيل وزارة النقل المهندس مالك بشير، يتفقد هذا الطريق ويقف على العقبات التي تحول دون إتمامه لما يمثله هذا الطريق من أهمية اقتصادية للصادر والوارد.
*بالطبع لا يوجد “جن” يسكن هذا الطريق، وإنما ربما تكون التكلفة العالية للطرق هي التي أخرت الانتهاء منه، لتنتهي معاناة أهلنا في نهر النيل، خاصة المدن والقرى الغربية من النيل.
*مالك في زيارته هذه قال إنهم وقفوا على تدشين العمل في الخلاط الجديد الذي ينتج أكثر من ألف طن أسفلت يومياً، مما يوفر هذا الإمداد الكافي لعمليات تشييد الطريق في كل محاور العمل إلي جانب إسناد عمليات الصيانة والتأهيل في طريق التحدي.
*حسناً، وزارة النقل أعلنت عزمها لإكمال العمل في هذا الطريق خلال عام، ونسأل الله أن توفق في هذا الأمر ليسهم طريق النيل الغربي في تخفيف الضغط عن طريق التحدي الذي تهالك في بعض أجزائه من الحركة المستمرة عليه.
*وإن كان السودان سيبدأ مرحلة جديدة بعد ثورة ديسمبر، فالواجب أن تكون أولى هذه المرحلة هي الطرق والسكك الحديدية حتى تحدث التنمية التي ينشدها جميع أهل السودان.
*ونعلم كذلك أن وزارة النقل يعول عليها كثيراً في المرحلة المقبلة، ولكننا نثق جداً في الكادر العامل في هذه الوزارة لما له من خبرات عالية بدءاً من وكيل الوزارة المهندس مالك بشير الذي نجح في كافة المناصب التي تولاها في الفترات السابقة، وكان هذا النجاح لمتابعته الميدانية الدقيقة للملفات التي توكل إليه.
*نرجو أن يمضي هذا العام ويكون طريق النيل الغربي قد انتهى، وإلى جواره العديد من المشروعات الأخرى في السكة حديد وطرق قومية لتسهم في الحراك التنموي الذي ينتظره السودان في مقبل السنوات.
ومن المؤكد أن طريق النيل سيخفف الكثير عن طريق التحدي مما يقلل من الحوادث المرورية، لتنتهي معاناة أهلنا في نهر النيل المعنوية بعد أن انتهت المعاناة الجسدية من الطريق الوعر الذي كان يستخدم في سنوات خلت.