يظل حال البلد واقف
دوماً التعميم مخل.. أن تقول (أي كوز ندوسو دوس)، فتكتشف أن التي بيمينك (كوزة) وأن شهيد (خشم القربة) الذي تحمل صورته (كوز)، وأن مهندس الثورة (كوز)، وأن الذي حمل الدولارات إلى ميدان الثورة والمحمولة إليه (كيزان).. وأن كل بيت سوداني كريم به (كوز) مع اختلاف الـ(Size) والسرعات..
ما هي المعادلة المطلوبة لإنجاز هذا الهتاف، والآلية والتصنيف والمُسوّغ الأخلاقي والقانوني لجعل فعل (الدوس) أمراً منطقياً وذا حجة وشجون…
لم تأت تفاعلات الحراك بما تشتهي سفائن (الإقصائيون)، و(شفع العرب الفتارى)، ليسهل الزج الجماعي في السجون و(أن نشنق…
أن نخنق
أن نبتر
أن نمسح حد السيف بحد اللحية
أصبح أسهل من إلقاء تحية)..
حسناً ما حصل.. التروّي قبل الدخول إلى مرحلة الانتقال.. للتجريب (وعلى خفيف) في إمكانية سحق (الخصوم) والمساحات المتاحة لنفخ الأوداج و(الجضوم).. وأظن أن الأوضاع قد وصلت (القيفة)، ولم تتبق أي فرص للمراوغة والجري و(نطيط البطان فوق الدميرة).. فالبلد وكل البلد تعيش حالة انتظار مقيتة.. القضاة والنيابات والأراضي والطيران المدني والكهرباء، وكل مؤسسات الدولة ودواوينها والأمل والتفاؤل كلهم في حالة إجازة مدفوعة الأجر و(بيات شتوي) ينذر بشلل قريب..
وقرب أوان التوقيع من المفرحات لغالب جماهير الشعب السوداني حتى لأؤلئك الذين رفضوا الإضراب والعصيان، وكذلك الذين خرجوا في مسيرات النصرة والتفويض ما تخلّف عنهم إلا (أحمر معلوم الحمار).. والحالة الثورية ليست حالة مطلوبة لذاتها، واستمرارها لوقت أكثر من الأحتمال ضربٌ من الجنون المفضي للخراب.. البحث عن المطلق والعيش في “اليوتوبيا” المُدغدِغة للمشاعر والامنيات عند أوان الفعل المفصلي الملحاح مجازفة غير مُجدية وتقاصُر مخيب للآمال..
أمال الناس وتطلعاتها تتوجّه كل يوم نحو (كورنثيا) لتتساءل:
(أها وقعوا ولّا لسع!؟)..
برغم أنهم يعلمون أن مشكلاتهم الحقيقية تبدأ بعد التوقيع، وان ما ينتظر الطواقم من تضاعيف وحضور الكثير والمثير الخطر.. ولكن البداية والضربة الأولى مهمة للدخول في أزماتنا بدلاً من هذه (اللفلفة) الطويلة و(ندخل بي حمد ونمرق بي خوجلي)..
حسين خوجلي طرح مبادرة أظنها جديرة بالنقاش متعلقة بأمر الحوار بين بعض القدامى والجًدد.. مجرد حوار منتخب بين منتخبين حول الراهن والتطلّعات، حوار بلا سقوفات ولا محاصصة أو التزام، في محاولة للرؤية والانتقال (خارج الصندوق).. وأظنها فكرة جيدة تصلح على الأقل لتحفيز العقول وإثراء الجدل المفيد فيما ينفع الناس ويُصلح الحال.. تحتاج المبادرة لموافقة (قحطاوية)، أما الترتيبات والطرف الآخر فأنا لها وأنا بها ..
و(رب رب وينتهي الموضوع).