مثليون عرب يقدمون لمحة عن حياة مجتمع الميم في قطر
مثليون عرب يقدمون لمحة عن حياة مجتمع الميم في قطر
الحرة / ترجمات – واشنطن
سلط تقرير لوكالة رويترز، السبت، الضوء على الجوانب الخفية لحياة المثليين في قطر، التي تواجه انتقادات شديدة بشأن سجلها الحقوقي فيما يتعلق بالعمال والنساء وأفراد مجتمع الميم.
وقالت الوكالة إنها التقت مع أربعة رجال مثليين في الدوحة، اثنان قطريان وواحد من دولة عربية وآخر من دولة غربية، قالوا إنهم يعيشون في البلاد منذ عدة سنوات لعدة أسباب، لإن عائلاتهم وأصدقاءهم موجودون هناك أو لإن فيها وظائف بأجر مجز.
تحدث الأربعة بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب مخاوف من عقوبات محتملة من السلطات، لكنهم قالوا إن بإمكانهم عيش حياتهم إلى حد ما عبر مقابلة شركاء محتملين في حفلات خاصة أو عبر تطبيقات المواعدة المحظورة عادة في قطر والتي وصلوا إليها عبر “VPN”.
قال المثلي المتحدر من دولة غربية إنه يعيش في الدولة الغنية منذ أكثر من عقد، مضيفا: “نتواصل اجتماعيا معا.. نخرج لتناول العشاء ونذهب للحفلات والشاطئ”.
وتابع: “نحن لا نتعامل مع أصدقائنا في الأماكن العامة أو نرفع أعلام قوس قزح، لكننا بالتأكيد لا نخفض أصواتنا”.
لكن مع ذلك تشير رويترز إلى أن الرجال الأربعة أعربوا عن قلقهم من موجة الانتقادات الدولية بشأن حقوق المثليين في قطر، التي أثارتها كأس العالم.
تتعلق مخاوفهم، بحسب الوكالة، من احتمال فقدانهم الحريات التي يتمتعون بها حاليا بعد أن انتهاء المونديال، إما نتيجة لتراجع الاهتمام العالمي بهذا الملف أو بسبب احتمال ظهور ردة فعل عامة تجاه المثليين بعد حملة الانتقادات الموجهة للدوحة.
وتنقل الوكالة عن الرجل المثلي المتحدر من دولة عربية القول: “ماذا عنا، نحن الذين عاشوا في الدوحة منذ سنوات.. ماذا سيحدث عندما تنتهي كأس العالم؟ هل يتوقف التركيز على الحقوق؟”.
وتضيف أن هؤلاء الرجال يقدمون لمحة عن حياة المثليين في الدولة الخليجية حيث يدركون أنهم قادرون على العيش بمفردهم وإقامة الحفلات ومقابلة الشركاء في المطاعم الراقية أو النوادي الليلية.
ومع ذلك، تقول رويترز إن هذا الأمر لا ينطبق على جميع أفراد مجتمع الميم في قطر.
فقد قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن أعضاء آخرين من مجتمع الميم في قطر أفادوا بحصول حملة اعتقالات ضدهم، كانت آخرها في سبتمبر الماضي.
كما اتهمت المنظمة السلطات بإصدار أوامر لبعض النساء المتحولات بحضور جلسات علاج التحويل في مركز حكومي كشرط للإفراج عنهن.
وانتقد مسؤول قطري تقرير هيومن رايتس ووتش لأنه “يحتوي على معلومات كاذبة”، وقال إن الدولة لا ترخص أو تدير مراكز تحويل.
الطبيب القطري المثلي ناصر محمد الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ نحو عقد من الزمان رحب بالاهتمام الذي جلبته بطولة كأس العالم لسجل قطر الحقوقي، قائلا إن ذلك دفعه إلى التحدث على نطاق واسع عن حياته الجنسية.
وكان محمد قال في تصريحات سابقة للحرة إن الكثير من أفراد مجتمع الميم يغادرون قطر بسبب القمع والاضطهاد.
وفي تصريحات لرويترز هذا الشهر قال محمد من عيادة يديرها في سان فرانسيسكو: “عندما تكون من مجتمع الميم (في قطر) ولا تحصل على تجربة أن تكون على طبيعتك الحقيقية الكاملة، فإنك تفقد إحساسك بالذات”.
كما انتقدت مجموعات حقوقية أخرى، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، قطر لممارسة التمييز ضد مجتمع الميم.
وقال مسؤول قطري إن الدولة “لا تتسامح مع أي تمييز ضد أحد، وإن سياساتنا وإجراءاتنا ترتكز على الالتزام بحقوق الإنسان للجميع”.
وأكد الرجال الأربعة الذين قابلتهم رويترز إن هناك حوافز مالية ومهنية قوية للإقامة في البلاد، مضيفين أن حياة المثليين في قطر أفضل من بعض الأماكن الأخرى في الشرق الأوسط. واستشهدوا بالسعودية وإيران حيث حُكم على رجال بالإعدام لكونهم مثليين.
قال الرجل العربي البالغ من العمر 30 عاما: “إذا كنت مغتربا، يمكنك أن تعيش حياتك كما تريد”.
وأضاف: “في نفس الوقت، أعلم أنني أستطيع أن أعيش هكذا لأنني محظوظ.. أعرف أن الرجال المثليين في معسكرات العمال لن يتمكنوا من العيش بنفس الطريقة”.