بين (الشيوعيين) و(الإله أبو طاقية) ..!! (1-2)
يستغرب كثير من الناس من الصلة (الحميمة) بين (الشيوعيين) أتباع ماركس ولينين و (الجمهوريين) أتباع المقتول ردّة حلاج عصره محمود محمد طه، خاصة والجميع يعلم أن محموداً ادعى أن دعوته إسلامية !! وأنها استهدفت أناساً يريدون الانتصار للدين الإسلامي بحسب زعمهم !! وارتبطت في بعض أفكارها انطلاقاً من نصوص من القرآن الكريم حسب فهم صاحبها ومؤسسها. وتظهر هذه الصلة في احتفاء (الشيوعيين) بمحمود محمد طه، وإحيائهم ذكراه في كل عام، بل ربما باتوا يهتمون بذكره والاحتفاء به أكثر من أتباعه أنفسهم !!
ومن ينظر في حقيقة دعوة محمود محمد طه ومضمونها ونتائجها وغاياتاتها وأهدافها ينجلي له سبب هذه الصلة ـ وهي الارتباط بين الفكر الجمهوري والشيوعية وزميلاتها الليبرالية والعلمانية ـ بل سيجد أن الأمر طبيعي ولا غرابة فيه !!
كيف ذلك ؟!
إن الشيوعية تريد : التحرر من الدين، وعدم التقيد به، وعدم الالتزام بالشريعة، وهذا بعينه نجده في حقيقة فكرة محمود محمد طه، الذي ادعى أن المخلوق يصل بأمور معينة لأن يكون (أصيلاً) ومن ثم يخاطبه الله تعالى مباشرة !! وتسقط عنه بعض التكاليف، ويترتب على ذلك أمور هي ليست من هذه الشريعة، ولذلك فإن موقفه من الصلاة معلوم ومن الزكاة كذلك، وهذه جزئيات مثبتة بأدلتها في هذه الدعوة (الهالكة).
ويرى كثير من الشيوعيين مثلاً أعلى في جرأة محمود محمد طه على التصريح بعدم التقيد بالشريعة من خلال ما طرحه.
فلا غرابة إذاً بما نشاهده من إحياء ذكرى المرتد محمود محمد طه في كل عام والاحتفاء به في مناسبات عديدة من قِبَل الشيوعيين .. طالما اتضح القاسم المشترك بينهم !!
ولما كانت الشيوعية معروفة لأهل مجتمعنا ناسب أن أبيّن بإجمال شيئاً مما عليه الفكر الجمهوري من خلال الزندقة التي دعا إليها (الهالك) محمود محمد طه – والذي يحلو لبعض الدعاة تسميته بــ “الإله أبو طاقية” فقد عبده بعض أتباعه رغم خذلانه – ومن أبرز ذلك دعواه : وجود رسالة ثانية !! وأن الإسلام على رسالتين !! ولتوضيح ذلك أورد ما يلي :
1/ قال محمود محمد طه، وهو يجهر بأن دين الإسلام لم يكن بــ(رسالة واحدة) وإنما يقوم على (رسالتين): (وما أريد في هذه المقدمة إلى شيء من تفصيل يتناول مواضيع الكتاب المختلفة، وإنما أريد بها إلى تقرير أمر يهمني تقريره، بادئ ذي بدء، وذلك أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن، ورسالة ثانية تقوم على أصوله.. ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى.. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل.. وسيتفق لها ذلك حين يجيء رجلها، وحين تجيء أمتها، وذلك مجيء ليس منه بـد.. (كان على ربك حتماً مقضيا).
2/ وقال في توضيح دعوته للرسالة (الثانية) التي ادّعى أنه صاحبها :
(فقد أصبح واجباً على ورثة الإسلام – على ورثة القرآن – أن يدعو إلى الرسالة الثانية، تبشيراً بالعهد الجديد الذي أصبحت البشرية تشعر بالحاجة الملحّة إليه ..) إلى قوله : (ترسم خط سيره آيات الأصول – الآيات المكية – تلك التي كانت في العهد الأول منسوخة بآيات الفروع – الآيات المدنية – وإنما نسخت آيات الأصول يومئذ لحكم الوقت.. فقد كان الوقت وقت أمة المؤمنين.. وآيات الأصـول تخاطب أمة المسلمين، وهي أمة لم تكن يومئذ.. وإنما نسخت آيات الأصول في معنى أنها أرجئت، وعُلّق العمل بها فيما يخص التشريع، إلى أن يحين حينها، ويجيء وقتها، وهو الوقت الذي نعيش نحن اليوم في تباليج فجره الصادق.. وإنما من ههنا وظفنا أنفسنا للتبشير بالرسالة الثانية).
3/ ويكرر أنه صاحب (الرسالة الثانية) التي يدّعيها بقوله:
(حتى نستطيع أن نعقل عن الله ما يحدثنا في القرآن، فإذا وقع هذا الفهم لرجل فقد أصبح مأذوناً له في الحديث عن أسرار القـرآن، بالقدر الذي وعى عن الله، من رسول الرسالة الثانية؟؟ هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن، وأذن له في الكلام..).