عبد الله مسار يكتب : في الكون رب حليم
18 نوفمبر 2022م
قيل إنّ زوجين يسافران على ظهر سفينة في بحر، وماج البحر واضطرب، وجاءت الرياح من كل جانب، وهاجت الأمواج، وأصاب الركاب بما فيها ربان السفينة الذُّعر، وأيقن الركاب أنّ الهلاك مقبلٌ لا محالة.
لجأت الزوجة إلى زوجها تطلب النجاة والاحتماء به،
فوجدت الزوج ساكناً، هادئاً يذكر ربه، فازدادت الزوجة غضباً واتهمته بالبرود وعدم المبالاة.
نظر الزوج إليها واستل خنجره ووضعه على عنقها، وقال لها ألا تخافين؟ نظرت إليه وقالت لا.
فقال لها لماذا؟
قالت لأنه ممسوك في يد أثق بها وأحبها.
فلماذا الخوف وأنت المسيطر على الخنجر.
فابتسم، وقال لها هكذا أنا، فهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق فيه وأحبه، فلماذا إذن الخوف إن كان هو المسيطر على الأمور.
إذن، إذا أتعبتك الحياة وعصفت بك الرياح، وصار كل شيء ضدك، لا تخف فإن للكون رباً، لا تخف فإنه سيحميك ويفرج كربك، فهو لديه القدرة على ذلك، على إيقاف أي رياح عاصفة في حياتك. إن كنت تحبه فثق به تماماً، وأوكل أمورك إليه، فهو يحبك.
قال تعالى (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
وأعلم أن كل أمر خير، تأخيرك في سفر خير، حرمانك من الزواج بركة، عدم حصولك وظيفة قد يكون فيه مصلحة، وهكذا لأنّ للكون مدبراً وهو رب رؤوف رحيم.
ما ضاقت الدنيا إلا فرجت، إن بعد كل عسر يسر.
يكفيك اتكالك على خالق كريم، رحمن ورحيم.
اجعل أمرك كله لله.