كلام في الفن.. كلام في الفن
التجاني حاج موسى:
التجاني حاج موسى.. اسم كبير في عالم الإبداع السوداني .. وهو واحد من الذين عطروا ولونوا وجداننا السماعي بأغنياته البديعة والجمال .. والتجاني حاج موسى شاعر بالفعل يستحق التوقف في تجربته الطويلة مع كتابة الشعر الغنائي أو حتى تجربته العملية العريضة والثرة من خلال تأسيسه لمجال الملكية الفكرية في السودان .. والتجاني رغم أنه انزوى في ركن قصي بعيداً عن المسؤولية الإدارية ولكن غاب حتى في مجال الغناء.
علي مهدي:
في كثير من الأحايين أقوم بانتقاده علانيةً وبلغةٍ فيها شيءٌ من العُنف اللّفظي.. ولَكِن رغم ذلك تجد الرّجل يتقبّل النّقد بكُلِّ رحابة صَدر وتفهُّم عالٍ جداً للمقاصد.. ولعل علي مهدي واحدٌ من القلائل الذين يتفهّمون النقد بطريقة مثلى.. وهذا المنحى في شخصية علي مهدي اكتسبه من واقع خبراته العمليّة الطويلة في مجال العمل العام.. وليت الجميع يكونُ مثله!!
عبد الرحمن الريح:
من يُعاين للمشهد الغنائي السوداني بدقة لا بد له أن يلحظ التأثير العميق للمبدع الأسطوري عبد الرحمن الريح.. وهذا الرجل أسدى للفن الغنائي خدمةً كبيرةً حينما خرج عن الإطارات العادية وفتح نفاجات جديدة للأغنية السودانية من خلال منهج تجريبي جديد في الكلمة الشعرية وحتى الألحان.. وعبد الرحمن الريح مبدعٌ لم تجد تجربة الوقفة الفاحصة المتأملة.
النور الجيلاني:
النور الجيلاني أو “طرزان” كما يحلو للبعض أن يسميه.. فنان وضع بصمته وشخصيته ولا يشابه أحدا مطلقاً.. فهو مثله ومثل المدارس الغنائية التي شكّلت خارطة الغناء في السودان لا يقل عنهم في شيء مطلقاً.. فهو صاحب مدرسة في الأداء والتعبير من خلال حضوره المسرحي وقُدرته على التواصل الحميم مع المُستمعين.. فهو فنانٌ استعراضي من الدرجة الأولى.. وتظل قيمته الأكبر كملحن على طريقته تحتشد ألحانه بالانسيابية والخفة والرشاقة.
الدوش:
صحيحٌ ان شاعرنا الراحل عمر الطيب الدوش ورغم ضخامة اسمه أغنياته تكاد تعد وهي لم تصل في عددها الى رقم كبير مثل أغنيات إسماعيل حسن أو إسحق الحلنقي.. ولكن رغم ذلك فأغنياته القليلة مثلت بعثاً وتفكيراً شعرياً جديداً في نمط كتابة الشعر الغنائي وهو الذي أسس لمشروعية الرمزية في الشعر وهذا المنحى اتضح في أغنيته الشهيرة (الود) التي تغنى بها وردي، وفتح بها الأبواب مشرعة لمن بعده.!!