أم الديار
رضا حسن باعو
لم يكن أكثر المتفائلين يفكّر في أن تحقق ولاية شرق دارفور ما تعيشه الآن من استقرار أمني وتنمية غير مسبوقة في مختلف المجالات في فترة وجيزة، حيث صارت حاضرة الولاية الضعين (أم الديار) وجميع محليات الولاية في مصاف كبريات مدن وحواضر الولايات التي سبقتها.
قدمت حكومة شرق دارفور بقيادة ابن الجزيرة الخضراء أنس عمر نجاحاً منقطع النظير، وصارت الولاية جاذبة لكل من حط رحاله فيها، حيث شيدت الوزارات والمؤسسات والفنادق والبنايات الشامخات التي تسر الناظرين جسّد من خلالها أنس مقولة إن المعاناة تولد الإبداع، وذلك لقلة الموارد والإمكانيات في بداية تحويلها من محلية تتبع لولاية جنوب دارفور لولاية كاملة الدسم.
عوامل عدة مكنت حكومة شرق دارفور من الانطلاق وإقامة المشروعات واحداً تلو الآخر على رأسها ثبات أنس عمر وركوزه عندما ضرب المتمردون أمانة حكومة الولاية ومنزل الوالي، فلم يفزع الرجل وبقي في منزله لم ترهبه صواريخ الأعداء ما جعله ينال رضا أهل الولاية وأبنائها ويجعلهم يساندونه حتى تمكن من العبور بالولاية وجعلها في مراتب علا.
مثّل نائب رئيس الجمهورية السابق حسبو محمد عبد الرحمن نقطة تحول في نهضة الولاية، وذلك بزياراته المتكررة لشرق دارفور وتوجيهاته المستمرة بضرورة تنفيذ التنمية وتوفير الخدمات لإنسان شرق دارفور، وأثبت فعلاً لا قولاً كيف يكون التفكير خارج الصندوق عندما وضع حجر الأساس لجامعة الضعين، وهي التي شكلت التحدي الأكبر، ولا أعتقد أن أنس عمر نفسه كان يتوقع أن يراها واقعاً معاشاً في فترة وجيزة، لكنها الآن صارت منارة توزعت خيراتها على جميع محليات الولاية من خلال انتشار كلياتها التي وصلت أربع عشرة كلية بما فيها كليتا الطب والعلوم الصحية.
نجاح حكومة أنس عمر في شرق دارفور ساهم فيها رجال ظلوا يعملون من خلف الرجل يساندونه ويقدمون المبادرات واحدة بعد الأخرى من بينهم على سبيل المثال الوزير الشاب الدكتور مصطفى إبراهيم الذي يدير مال الولاية بحنكة واقتدار، إذ تمكن في فترة قصيرة من تقديم مشروعات نوعية مختلفة تسهم في توفير إيرادات للولاية في مستقبلها القريب والبعيد.
استطاعت حكومة شرق دارفور في فترة قصيرة أن تحظى بثقة رئاسة الجمهورية، فقد ظل الرئيس يتابع عن كثب ما قدمته حكومة الولاية وحالة الرضا التي تعيشها، الأمر الذي جعله الداعم الأول لاستكمال مشروعات العبور بشرق دارفور، وهو ما يحدث الآن، إذ ابتدرت الولاية المرحلة الثانية من مشروعات التنمية.
نجاح حكومة أنس عمر في تغيير واقع الولاية جعلها تنال إعجاب الناظرين وتكون واحدة من الولايات التي يرغبها الحكام بعد أن كانت طاردة غير مرغوبة، وهذا الأمر يحسب لقيادتها التي قدمت نموذجاً مختلفاً في الإدارة، إذ أنها لم تركز على مجال دون الآخر، ولكنها تنوعت في المشروعات ووجدت الرياضة والثقافة نصيبهما من خلال إستاد الضعين الأولمبي، ومسرح أم الديار الثقافي الأمر الذي يؤكد أنه يفكر خارج الصندوق.