17نوفمبر 2022 م
تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر قُوة اقتصادية وعسكرية في العالم، ولها مصالح تمتد إلى جميع بقاع الأرض وقدرة على التدخل في كافة أرجاء العالم، ويكاد الناتج المحلي الداخلي لأمريكا يعادل ربع الإنتاج العالمي أو يزيد قليلاً، أما ميزانيتها الدفاعية فتعادل كل الإنفاق الدفاعي لبقية العالم مجتمعاً.
كما أن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيسي للأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية والموسيقية على النطاق العالمي، وفي هذه الفترة سوق العمل أصبح أكثر انفتاحاً، وفي كل شارع تشاهد لافتة تطلب عمالاً رغم التضخُّم وارتفاع الوقود، ولذلك أمريكا أصبحت حلم الشباب وقبلةً يقصدها المهاجرون، وقد عانى الشعب السوداني خلال الثلاثين سنة الماضية في الحصول على تأشيرة الدخول إلى أمريكا، وكان السودان مصنفاً من الدول الراعية للإرهاب، وقد حظر الرئيس السابق ترامب دخول مواطني سبع دول بينهم السودان، مع أن المواطن السوداني نفسه متضرِّر من النظام، وبعد التغيير حصل تطور في العلاقات السودانية الأمريكية وتم ترفيع التمثيل الدبلوماسي، وبعد ربع قرن من الزمان عيّنت الولايات المتحدة الأمريكية السيد جون جودفري سفيراً لها في الخرطوم بهدف تعزيز العلاقة بين الشعبين ودعم التطلع إلى الحرية والعدالة والسلام والتحول الديمقراطي.
وبرأيي، العلاقة بين الشعبين تحتاج إلى المزيد من التبادل الثقافي والاقتصادي وتسهيل إجراءات الدُّخول للشعبين، والسفارة مطلوبٌ منها تسهيل الإجراءات وعدم تعقيدها ومُراعاة ثقافة الشعب السوداني.
والكثيرون يشكون من الإجراءات، وفي صحيفتنا هذه فازت إحداهن باللوتري ولم تجد حظها من السفر الى الآن “تقريباً حوالي عامين”. وأيضاً هنالك قصة أخرى متابعها بنفسي قصة الحاجة حليمة إبراهيم علي التي فقدت القرين كارت منذ ثلاث سنوات وهي لم تستطع العودة رغم أنها دفعت 600 دولار لوثيقة سفر ومكث جوازها في السفارة لفترة طويلة وهي لا تزال إلى الآن في الخرطوم.
فالمطلوب تسهيل إجراءات السفر لأسر المواطنين الأمريكان من أصول سودانية وتعيين المزيد من الموظفين في السفارة لتسهيل المعاملات القنصلية، وهي قضايا لا تقل أهميةً من دوركم الاجتماعي الذي تقومون به كزيارة أسر الشهداء وزيارة معسكرات النزوح ولقاءات النشطاء والقوى السياسية.
فالسفير الأمريكي في الخرطوم مطالبٌ من المواطنين الأمريكان من أصول سودانية إجراءات الـVisa and interviews ومنح قيادات الدولة تأشيرات دخول لأمريكا حتى يقفوا على تجربة الشعب الأمريكي في التطور والديمقراطية وعدالة القانون واحترام حقوق الإنسان.
ونأمل من السفير الأمريكي معالجة الحالات الخاصة كحالة الحاجة حليمة التي تُعاني من أمراض مزمنة وتحتاج لمقابلة الأطباء وهي تمتلك بطاقة التأمين الصحي الأمريكية والسوشل سكيورتي ومُنتظرة ثلاث سنوات.