16 نوفمبر 2022م
في ظل غياب إعلامي مُحترف لتغطية خطابات رئيس مجلس السيادة الانتقالي، والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تابع الشعب السوداني ثلاثة خطابات لرئيس مجلس السيادة في قاعدة حطاب المعلوماتية ببحري، ومعسكر المرخيات للقوات الخاصة بأم درمان، ومعسكر قوات الشرطة بسوبا، وفي كل هذه المواقع أكد القائد العام التزامه بالتوصُّل إلى تسوية سياسية ووحدة القوات النظامية وتقدير جهودها واحترام المُواطن وحقوقه، والأهم من ذلك حديثه الواضح والصريح لعناصر المؤتمر الوطني المحظور والحركة الإسلامية المنحلة من التدخُّل في شؤون الجيش واستخدامه للأغراض السياسية، وهو حديث أثلج صدور الشعب السوداني باستثناء القلة المطاح بها في الثورة الشعبية، وأكدت أن البرهان يستمع لصوت الشارع ويحترم رأي الشعب، والرئيس البرهان ضابطٌ محترفٌ، وله خبرة تقارب نصف قرن من الزمان، وكما تابعنا أنه رجلٌ يحب مهنته العسكرية ويغرس القيم وروح المسؤولية وحب الوطن ورفع معنويات الجنود، وهو يمكن القول كفاءة في مهنته وتلمس منه حرصه على تطوير الجيش وتجهيزه ورفع مُستواه القتالي كجيش مُحترف، وكذلك له حرصٌ للمُحافظة على حدود البلاد، وكنت رافقته في زيارة للفشقة، وشاهدت حُبّه للجيش بياناً بالعمل وهذا من الإرث العظيم للقوات المسلحة المُشبّع بالثقافة والحضارة والتاريخ والأخلاق السامية لشعبنا التي تحمل قيم المحبة والسلام المستمدة من ديننا وهويتنا.
والبرهان أمس الأول في معسكر التدريب القتالي، أحرز الدرجة الكاملة في الرماية أو ما يُعرف عند العسكريين بكراع كديس، يعني ناش كل الأهداف أو بلغة الأبّالة نيّاش، وأيضاً في تمارين البطن والعضلات أدى دوراً ممتازاً وبلياقة عالية وآليات للتمارين المتبثة أيضا تؤكد أن الجيش غيّر من نظم التدريب، فبدلاً من جوال التراب وكتل الأشجار والحبال، الآن أصبحنا نشاهد Tricep bars, Dip Station, Dumbbells, pull up Bar وغيرها من أجهزة بناء الأجسام.
والبرهان كضبط محترف وقائد عام للجيش يتمتّع بالقبول من الشعب ويزداد حُب الشعب له كلما ابتعد عن عناصر النظام البائد وقياداته التي أطاحت بهم الثورة الشعبية، والبرهان في وسط الجيش يتمتّع بالشعبية العالية وكما يقول الفرنجية يتمتّع بــDependability,
Decisiveness and Bearing.
وهو الآن كرئيس للبلاد وقائد عام للجيش، عليه حسم الجهات التي تقوم بإعلان أجسام عسكرية داخل العاصمة الخرطوم، وعليه أيضاً إسكات الأصوات النشاز التي تنادي بالجهويات وتزكي أوار الفتنة العرقية والمناطقية.
كما تحدث الرئيس البرهان عن علاقة الشرطة بالشعب، وقال إنها ليست عدوا للشعب وهي صمام أمان للبلاد، وإنها تعرّضت لهجوم، وإن بعض السياسيين حاولوا الوقيعة بينها والشعب. وصحيح العلاقة بين الشرطة والشعب أخذت أشكالاً مختلفة منذ أواخر حكم البشير، مروراً بحكم قحت إلى الانقلاب وهي مرتبطة بالتوظيف السياسي لجهاز الشرطة وتعاملها مع المتظاهرين وارتفاع معدلات جرائم (9 طويلة)، والحكومة وأجهزتها يجب أن تعلم أنها خادمة للشعب وليس سيدة عليه، ومن هذا يجب أن يتضمّن الدستور القادم أن تكون الشرطة هيئة مدنية مهمّتها الأساسية خدمة الشعب وحماية الأمن والسلامة العامة وليس النظام الحاكم، ويجب فصلها فصلاً كاملاً عن السياسة.