“سبهللية” الإعلام الرقمي السوداني
ملاذ عوض
الجهل مصيبة، ويا ترى هل نحن جهلاء بمواقع التواصل (فيسبوك وأقربائه من التطبيقات)..!
في الأشهر الأخيرة أصبح كثير من الشباب السودانيين يلاحقون الشهرة وإن كانت عن طريق (الردم) والسخرية والمقاطع الفارغة من المحتوى المفيد، مما يؤدي إلى خواء العقول من المعرفة أو أي علم وثقافة إلا من رحمه الله، وهذا إن دل يدل على السير في هاوية الجهل بلس (جهل متقدّم).
على مر سنين سابقة كانت الشهرة تأتي بعد إنجاز عظيم بتقدّم أو تطور ملحوظ يدخل البلد والمجتمع والتخصص المعني في قائمة شرف أقلها إقليمية ومحلية، ولكن ماذا بحق اليوم وماذا عن شهرة اليوم التي تأتي من سرب الاهتمام بما يخدش حياء المجتمع وتقاليد وعادات موروثة بالقيم المثلة.
كثرة الإسفاف في مظاهر الضحك واللهو أدخلت بلدنا الذي ظل شامخاً طوال عقود ماضية في “ملطشة” طيش شباب يحمل من العلم شهادات- ومن الوعي فراغات ومن الفهم عاهات- وبسبب التشبيه المكروه اليوم بإمكان أي دولة وسلطة غيورة على وطنها إلحاق الأذى والشبهة بوطننا السودان وإن كان ذلك مجرد إدعاء فنحن السبب فيه؛ بعدما انكرنا هويته وسُمرتنا الجميلة واستبدلناها باللون الأبيض المصطنع.
لم تعد سُمرة لوننا دليل لنا بل مسميات أخرى.
المرمي من الله ما بترفع..
نحن بحاجة لإثبات ثقافتنا وعقولنا المثمرة أم لون بشرتنا للدول الأخرى (العرب)؟!
لماذا سمي بالسودان.. ولم يسمى بالأبيضان؟
للأسف السودان مليئ بالأوساخ ولا أعني النفايات بل القلوب والضمائر الميتة والعقول السامة، ليس بحاجة إلى حكومة تضع له القوانين بل بصائر ترى وتعي ما تفعله به…
على مستخدمي الشهرة والهاوين لها معرفة سلبياتها وإيجابياتها وفهم الميديا والوعي بالخطوط الحمراء والاحتراس للأمن القومي الذي ضاع بأيدي جهلاء وقليلي المحتوى الجيد ذي القيمة
الإعلام الرقمي السوداني يستخدم سلاح ذو حدين ولكن البعض محترف في استخدام الحد السلبي بجدارة.
“ممكن نعرف كان حاسي بشنو لما قال كلامو دا؟”