حمّيد .. شاعر حدّد معالم هويته ورحل!!
(أ)
حينما نكتب عن (حمّيد) ذلك يعني استدعاء جزء حميم من الذاكرة الجمالية لهذا الشعب.. وذلك أيضاً يعني بالضرورة الوقوف عند مسيرة شاعر خرج من الجروف والطين وسعف النخيل والنيل كما يقول محجوب شريف.. عبر حمّيد فينا كما الطيف.. نحت تذكارته على صفحة هذا الوطن.. وقع إنابةً عن كل الغبش في وثيقة عهد لا تعرف الخيانة للمواقف والمبادئ والقيم التي طالما سعى لها وهو حي بيننا.. لذا (حمّيد) شاعر عصي على فكرة الغياب وإن غاب جسداً ولكنه حضور دائم الاشتعال في مقدمة الذاكرة لا يطاله النسيان ولا تدنسه أغبرة الزمن.
(ب)
اختار محمد الحسن سالم حمّيد الانحياز للإنسان في كل مكان بلا تأطير لحدود الجغرافيا.. هكذا أراد لشعره أن ينداح بعيداً عن الجنس والعرق واللون.. تلك الميزات منحته العديد من الألقاب التي وصفها بها كشاعر الفقراء والمساكين، شاعر الوطن والنضال وغيرها من الألقاب الكثيرة التي وُصف بها في حياته غير الطويلة التي اختصرتها شوارع الأسفلت، ولكنها لم تختصر عنوانه العريض كشاعر حدّد معالم هويته ورحل تاركاً خلفه إرثاً إنسانياً يفيض بالرقة والعذوبة.