صلاح الدين عووضة يكتب : علياء!
14 نوفمبر 2022م
من العلو..
ونزلاء من النزول..
ومن ينزل فندقاً يكون نزيلاً..
وكذلك من ينزل محبساً؛ والجمع نزلاء..
ومن مشافي السودان – الفندقية – الشهيرة علياء؛ وهو بأم درمان..
ومن محابس السودان الشهيرة كوبر… ببحري..
والبشير صعد من حالة كونه نزيلاً بكوبر إلى حالة كونه نزيلاً في علياء..
وهو مذ صار رئيساً يحب العلو… والعلياء..
وفي أواخر عهده تذمر بعض إخوانه الإسلاميين من علوه السلطوي هذا..
وقالوا له بلسان المغني (أنزل يوم من علاك الفوق)..
مع تحريف معنى كلمة يوم هنا لتصبح (خلاص؛ كفاية ثلاثين سنة رئيساً)..
ومن الذين قالوا له (كفاية) صلاح قوش..
وكان تياراً عريضاً رافضاً حكاية التجديد الرئاسي له عبر انتخابات 2020..
وضم كلاً من غندور… وربيع… وأمين حسن عمر..
ومما قاله لي – شخصياً – ربيعٌ هذا إن البشير سيكون سبباً في انهيار الإنقاذ..
وذلك إن أصر على البقاء في (علاه الفوق)..
أما قوش فكان – كعادته – لا يتكلم؛ وإنما يعمل سراً… وبغتاتة… وفي الخفاء..
وفي العمل الأول كشفه البشير؛ فأزاحه..
أما في العمل الثاني – وقد أعاده إلى عليائه بجهاز الأمن – فلم يكشفه..
فكان أن أزاحه هو؛ ومعه نظامه كله..
وربما بمنطق (علي وعلى أعدائي) لشيء في نفسه… وسيبقى في نفسه..
أو ربما يبقى لزمنٍ طويل؛ فهو لا يتكلم..
وكان بداية العمل أوامر لأتباعه – من الأمنيين – بعدم التعرض للمتظاهرين..
بل وإفساح الشارع لقاصدي ساحة القيادة منهم..
ثم أوامر مماثلة – عبر آخرين – إلى الشرطة لكي تحذوا حذو جهاز الأمن..
فكان بيان الشرطة – الشهير – ذاك..
وقد تكون خطة قوش من وراء ذلك مثل خطة عبد الله خليل مع عبود..
إلا أن الأمور لم تسر كما يشتهي..
وعند نجاح الثورة وُضع البشير مكاناً (عليا) فكتبت – حينها – محذراً..
قلت إن كوبر هو المكان ذو (الأمان)..
وبالفعل اكتشفت مخابرات الدعم السريع – بعد أيام – ما يريب من تلقائه..
فتم إيداعه كوبر؛ حيث كان يُودع معارضيه..
ولكنه لم يصبر على المكان هذا كما صبر ضحاياه هؤلاء؛ ومنهم الترابي..
فطفق يشتكي من البعوض… والتكييف… والبيئة..
ثم (علا) صوت شكواه – مرضاً – إلى أن استقر به المقام في (علياء)..
وبقي (بظلها الظليل) حولاً… (في ظل) غفلةٍ عجيبة..
وبالأمس فقط انتبه من بأيديهم الأمر إلى تواصلٍ من جانبه مع جهات (عليا)..
فأُنزل من (عليائه) إلى حيث (النزلاء)..
قبل أن تنزل نازلةٌ كنا قد أشرنا إليها مع تباطؤٍ مريب في إعلان الحكومة..
حكومة كفاءات مستقلة غير ذات صلةٍ بقحت..
على ألا يبقى بها (الباسم) في المالية؛ فهو لا يقل خطراً عما حذرنا منه..
عن نوازل قد تنزل من علٍ… أو أعلى..
أو علياء!.