ياسر زين العابدين المحامي يكتب :الخديعة
14نوفمبر 2022م
انتصرت الثورة، شاهد العالم مَشَاهِد مُؤثِّرة…
عناق، بكاء، نحيب، دموع…
فشلت الكاميرا في تصوير المشاعر…
ودّعنا ظلام الهم، دعونا أن لا يعتب على أبوابنا…
وداع زمان الخيبة، الألم، الخوف…
دفع الشعب الثمن باهظا لينبلج الفجر..
ليرى النور، وليعم النفق كله…
العلاقة معهم وصلت لأسوأ حالاتها…
استنفدت الوسائل لردها عن الضلالة…
الإنقاذ كانت تمشي مكبة على وجهها..
تصم أذنيها، لا ترى، وتتكلم دائماً…
تفرض مشيئتها جبراً لنرى ما ترى…
خطى كتبت علينا ومشيناها…
رغما عنا، وإلا العصا لمن عصى…
ومن كتبت عليه خطى مشاها…
المخلوع عرض، رقص فرقص معه
أصحاب الحلاقيم الكبيرة…
احتكروا السلطة صارت ضيعة لهم…
تحوّلوا لطبقة طفيلية تفعل ما تشاء متى شاءت…
أسّسوا عقداً اجتماعياً مختلاً ومخلاً…
لا يعبأون/// بالحرية، كمّموا الأفواه…
أهدروا الثروات، شرّدوا الكفاءات…
أقسموا لن يسلموها إلا للمسيح…
وانتزعها الشعب عنوةً واقتداراً، كان..
علينا لاحداث التغيير مراعاة أهدافنا..
بإعداد البدائل المقبولة لتولي مُهمّة الحكم…
ببناء سياج يحمي الثورة، ويزيد من
وتيرة زخمها ونفسها الملهم….
فغاياتها، وشعاراتها يجب أن تراعى…
وتحقيق هذه الغايات أمرٌ شاقٌ يلزمه..
وعي سياسي، فكري وأخلاقي…
لتعاد للوطن لحمته وسداه…
وتفكك دولة الظلم بقيم العدالة…
ولا تأكل الثورة بنيها بفعل المؤامرة…
ولا نخون المبادئ والمواثيق، لكن…
تهافتوا محاصصة بغيضة وتمكين…
باعوا، واشتروا، وتقاسموا المقسم…
طفقوا أكلاً في الكيكة بنهمٍ…
خانوا شعارات الثورة بوضح النهار…
العار لمن لبس جلباب الثورة مداهنة…
ولمن هتف بهتافها رهبة متوليا يوم زحفها…
ولمن ينتظر نصيباً من المحاصصة…
ولمن قسمها ضيزى بضد شعاراتها…
لقد توارى عن المشهد أنقياء – أتقياء…
مرارة الإحباط، خوف الوجع، ووجع
الخوف ينهشنا…
أضاعوها وأي ثورة أضاعوا…
ما زال الدم يروي أرضنا الطاهرة…
ويدفعون الشباب لحتف أنفهم…
وهم بمأمن ليكتبوا فصول الرواية والنهاية المضللة…
ليبدأ تهافت، لتقسيم الثروة، السلطة…
ومن سقط شهيداً، لا بواكي عليه…
ذات المسرحية ستتكرر…
سيكذبون كما يتنفسون، ويقولون
إنها حكومة كفاءات مستقلة…
فتقسم المقاعد، والهتاف مدنية…
لا تتعشّموا فيهم، هم أس بلائنا…