الغالي شقيفات يكتب : استغلال الأطفال
13 نوفمبر 2022م
حشدت أمس مجموعة ما يُسمى بنداء السودان، عدداً من أطفال الخلاوي وحملة الرايات الخضراء تحت مسمى موكب الكرامة في الخرطوم، رافعين شعارات النظام البائد ومُردِّدين أهازيج المؤتمر الوطني المحظور.
وتلاحظ تساهل الحكومة مع مواكب الفلول، كما أن منظمي المواكب استخدموا ذات أساليب العهد القديم في التعبئة السياسية والاجتماعية، واستخدام الواجهات واستغلال أطفال الخلاوي وفرق القبائل التراثية التي أصبحت تأكل في كل الموائد، وهذا الاستغلال للأطفال محظورٌ بموجب التشريعات في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن هذه القوانين لا تسري على جميع أنواع عمالة الأطفال، وتشمل هذه الاستثناءات عمل الأطفال بالفن، والواجبات العائلية، والتدريب الخاضع للإشراف وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت في عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل، التي عرفت الطفل بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، وأكدت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عَمل يُرجّح أن يكون خطراً أو يمثل إعاقة لتعليمه أو ضرراً بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي، وأوجبت على الدول الأطراف فيها اتّخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية، والسودان جُزءٌ من المجتمع الدولي، فالحكومة مطالبة بإيقاف الاستغلال السياسي لأطفال الخلاوي والزج بهم في مواكب شيوخ الخلاوي، ولا أرى فرقاً بين هذا الاستغلال والإتجار بالبشر وعمالة الأطفال.
وتلاحظ الفرق بين المظاهرات العامة، يخرج الطلاب من تلقاء أنفسهم، ولكن في مثل هذه المواكب، الأطفال يُحشدون بنظام ويُرحّلون بسيارات، بزيّ مُوحّد، جلابية وطاقية ويحملون لافتات عليها شعارات تُعبِّر عن منظمي الحشد، فهذه جريمة منظمة، ومفوضية المرأة والطفل ووزارة الشؤون الاجتماعية لهما المسؤولية الكبرى للنهوض بالمرأة والطفل والأسرة، وهي مسؤولة بشكل أساسي عن إعداد وقيادة السياسة القومية فيما يتعلّق بالنهوض وحماية حقوق الطفل ومراجعة سياسات الخلاوي وإدارتها.
كل القوى الحية والمستنيرة في الخرطوم مُطالبة بوضع حدٍّ واضحٍ لاستغلال الأطفال في مواكب الكيزان، والحكومة أيضاً مُطالبة بوضع حدٍّ لاستغلال أطفال الخلاوي في المواقف السياسية والاجتماعية، وكالعادة الحشود المصنوعة لا تُغيِّر واقعاً على الأرض، وكما قال الرئيس البرهان كفاكم ثلاثين سنة وكفاية إيهام الشعب والرأي العام بأنّكم خلفاء في الأرض.
خارج النص
رغم خلافنا معكم أيها الفلول، إلا أنّني أشيد بنظافتكم للمكان بعد انتهاء الموكب وهذا سلوكٌ جميلٌ، والحمد لله هذه نعمة التغيير والثورة.
وللنظافة العامة أهمية كبيرة جداً في المجتمع، فمن شأنها يعلي المجتمع ويكبر، ومن شأنها تُدمِّر المجتمع.
وقال الله تعالى: (وَلَا تَبْخَسُوا ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَٰحِهَا).