*حينما بدأت الاحتجاجات في ديسمبر الماضي، كان البعض يرى أنها عبارة عن سحابة “غضب”عابِرة سرعان ما تنتهي وتعود الأمور إلى ما كانت عليه.
*ولكن ظلت تلك الاحتجاجات في تزايد مستمر خاصة بعد أن وضع لها تجمع المهنيين جدولاً موزعاً على أيام الأسبوع، ولم يكن حينها لهذا التجمع وجود في الساحة السياسية.
*البعض لم يعطِ التجمّع حقّه، وسخر منه الكثيرون حتى تحقق ما أراده قادته بمساعدة القوات المسلحة والدعم السريع بإعلان انتهاء عهد الإنقاذ ورحيله في الحادي عشر من أبريل من هذا العام.
*في كثير من الأحيان يكون للمسميات والأجسام سياسية كانت أو نقابية في بداية تكوينها الكثير من العقبات والمتاريس التي قد تعوق خططها لإنفاذ ما تريده.
*ودوماً يكون النجاح عبر الخطط المدروسة والأهداف الواضحة التي تضع في برمجه زمنية محددة بغية الوصول إلى القمة، وهذا ما حقق جزءاً منه تجمع المهنئين بنجاح ثورة ديسمبر.
*وعقب الثورة، ظهرت على الساحة العديد من الأجسام التي ربما تختلف في أهدافها ومراميها، ولكن من المؤكد أن جميعها تسعى لتحقيق النجاح، وبعضها نرى أنه يسير في الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى القمة.
*ومن هذه الأجسام كان منبر كردفان الكبرى الذي دشن أعماله عبر منبر “سونا” الأيام الماضية.
*لعل الأهداف التي يضعها هذا المنبر في خارطته كفيلة بأن تجعله يصل إلى قمة النجاح خاصة وأن جلها قضايا وطنية وقومية عانى منها السودان كثيراً.
* المنبر قام ليخاطب المسألة السودانية، ويدلي بدلوه في الوضع الراهن، ويعبر عن مشاركة كردفان بثوب جديد ووجه جديد بشباب الإقليم وأهله، يجددون عزائمهم السياسية وعهودهم في الشأن الوطني والشأن العام مثل غيرهم من بقية أهل السودان.
*وهذا العمل تداعت له مجموعة كبيرة قوامها الشباب، الجيل الجديد في السياسة، ومؤكد هذا لا يعني انفصام هذا الجيل عن سابقيه، فالجميع أعطى كردفان الغرة من جهده وفكره وماله حتى تصبح قبلة للجميع.
* حسناً.. من أهم القضايا التي يضعها المنبر في المقدمة هي قضايا السلام، حيث تأثرت كردفان كثيراً بالصراع في جبال النوبة، مما أقعد التنمية في تلك البقاع، وجعل أهلها يفقدون الكثير من أبنائهم وثرواتهم التي لم يستفد منها بعد، وكذلك
من بين القضايا الساخنة في كردفان قضية أبيي، ومن هنا تأتي أهمية صوت كردفان، حتى يعالج هذه القضية الشائكة، وربما يكون هذا المنبر هو خير من يقود المبادرات في قضية أبيي التي يعاني أهلها كثيراً.
*نرجو ان يكون منبر كردفان الكبرى هو خير معين لأهل السودان بصفة عامة وكردفان على وجه الخصوص، لوضع حد لأزماتها إن كان التمرد في جبال النوبة، أو قضية أبيي أو مواضيع التنمية التي تحتاجها الكثير من مناطق كردفان التي عُرِفت بخيرها الوفير على كل السودان وليس للإقليم وحده.