إعادة البشير للسجن.. هل كانت هناك محاولة انقلاب حقيقية في السودان؟
إعادة البشير للسجن.. هل كانت هناك محاولة انقلاب حقيقية في السودان؟
الخرطوم- نجدة بشارة
قالت قناة “العربية” إن الجيش السوداني أعاد البشير إلى السجن بعد رصد تحركات لعناصر حزب المؤتمر وقيادات إسلامية تهدِّد بانقلاب عسكري.
ونشرت القناة تقريراً مصوَّراً تحدث فيه عدد من السياسيين أشاروا إلى تحركات من أعضاء النظام البائد تشير إلى نيتهم في القيام بانقلاب عبر إسلاميين في القوات المسلحة.
وفي تعليق لعضو مركزي التغيبر مصباح أحمد، في تصريح صحفي قال:(كما يرى الجميع مظاهر الردة السياسية قد انجلت في سائر مناحي البلاد، وأن النظام المباد قد عاد برمته للسيطرة على البلاد من جديد والانقلاب على الثورة، وربما يحدث انقلاباً يكون له تأثير أكبر على البلاد ويكون دموياً يخلِّف الكثير من المضار)، وتابع، مصباح: الآن هناك فرصة لإنهاء هذا الانقلاب بكلفة أقل عبر العملية السياسية والحل السياسي، وأكد أنهم كمجلس مركزي لا يتحدثون عن تسوية سياسية، بل عملية سياسية لا مساومة فيها على مطالب الشارع لا عودة فيها للشراكة، ولا تسوية سياسية فيها .
في المقابل يتساءل متابعون على “السوشال ميديا”هل كانت هناك محاولة انقلاب حقيقية في السودان بالفعل أم مجرَّد تخمينات؟
انقلاب على الانقلاب
في السياق يرى مراقبون وسياسيون أن هناك شكوكاً في حدوث انقلاب على الانقلاب، لاسيما وأن الإسلاميين من المؤتمر الوطني المحلول، تمدَّدوا في الساحة السياسية مؤخراً مد البصر، وبسطوا نفوذهم مجدَّداً بعد إجراءات 25 أكتوبر 2021م، ويشير البعض إلى أن التفاهمات التي تجري بين العسكريين من جهة والحرية والتغيير من جهة أخرى في اتجاه التسوية السياسية والحل، أثارت مخاوف عناصر النظام البائد من عودة الشراكة السابقة مما يشيء بتحركات مضادة لإجهاضها.
في الجانب الآخر ينظر البعض إلى أن الحديث عن وقوع انقلاب مسرحية سيئة الإخراج تكررت كثيراً في عهد النظام السابق، بهدف إشغال الرأي العام عن قضاياه الرئيسة.
مستبعد لهذا (…)
استبعد القيادي بالحرية والتغيير التوافق الوطني، ونائب الأمين السياسي للتحالف السوداني محمد السماني في حديثه لـ(الصيحة)، استبعد نجاح أي انقلاب في السودان سوى من كوادر الحركة الإسلامية، أو من كوادر أي جهة سياسية لديها كوادرعسكرية، لأسباب صاغها: منها الوعي الكبير للشعب السوداني بأهمية مدنية الدولة، ثانياً السخط والاستياء العام، على الحكم العسكري خلال الفترة السابقة لاسيما وأن المؤسسة العسكرية لم تحقق النجاح والاستقرار المنشود، أضف إلى ذلك هنالك انفتاح واهتمام عالمي من قبل دول العالم الأول تجاه السودان، مما يتيح فرص لبناء علاقات متينة تعبر بالبلاد، لكن في ذات الوقت فإن العالم يتطلع إلى حكم ديموقراطي في السودان.
بجانب أن مساحة الحريات التي حظيت بها الممارسة السياسية خلال الأعوام الثلاثة المضت تبيَّن أن الأحزاب السياسية لن تسمح مجدِّداً بانتزاع الحريات بواسطة انقلاب عسكري يعيد النزاعات والصراعات وبالتالي أرى أن أي محاولة انقلابية من قبل الإسلاميين لن تجد الضوء الأخضر.
مردود سالب
وأوضح السماني الشعب السوداني سئم وملَّ من حكم العسكر، وبالتالي أي انقلاب عسكري لن يجد الترحيب أو الأرضية لانطلاقه .
وبيَّن بأن عودة الكوادر الإسلامية إلى المشهد نتيجة للانقسامات والتشظي الكبير وسط قوى الثورة لاسيما الانقسام الذي لحق بالحرية والتغيير، حيث انقسم إلى أربعة أقسام الحرية والتغيير التوافق الوطني، القوى الوطنية، المجلس المركزي، والحرية والتغيير، التغيير الجذري ، وأضاف هذه الانقسامات كان لها مردود سالب كبير فتح الباب لعودة الإسلاميين، وأوضح لكن في حال وصول القوى السياسية إلى تسوية في الفترة القادمة، بالتأكيد ستعود كوادر النظام البائد من الباب الذي أتت منه، ترجع الفلول من حيث أتت، وستعود لجنة إزالة التمكين بصورة أقوى من السابق.
ليس غريباً
لم يستبعد الرئيس السابق للحزب الاتحادي (الموحَّد) محمد عصمت يحيى في تصريح لـ(الصيحة) وقوع انقلاب وقال الانقلاب ليس مستبعداً، ولا مستغرباً من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية .
وأوضح: لأنهم تنظيم معزول،عن قيم وأعراف الشعب السوداني، وبالتالي هو تنظيم لا يطمح في أن يحكم السودان عبر انتخابات نزيهة وحرة وشفافة، لذلك من الطبيعي أن يفكِّروا بين كل فترة وأخرى في إجهاض أحلام وتطلعات الشعب السوداني بدولة مدنية وديموقراطية.
وقال إن الانقلابات ليست غريبة أو مستبعدة عن الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني المحلول، حيث أنهم جاءوا للسلطة على ظهر انقلاب عسكري في العام 1989م، وقال: إن الانقلاب الذي وقع في 25 أكتوبر، هو انقلاب مدبَّر من قبل الوطني المحلول بواسطة قيادات عسكرية تتبع لهم – حسب قوله .
وزاد: قيام انقلاب آخر ليس أمراً مستبعداً ولامستغرباً من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.
وأكد عصمت: بأن احتمال الانقلاب ليس ضعيفاً وأرجع ذلك لجهة أن القوات المسلحة لم يحدث فيها تغيير، وزاد، بل التغيير الذي تم مكن لمنظومة المؤتمر الوطني (المحلول).
بوابة الجيش
عقب تصريحات رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش أمام جنود بمعسكر حطاب شمال العاصمة الخرطوم التي هاجم فيها المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية من الاستقواء بالجيش وقال فيها: إن الحزب المحلول والحركة الإسلامية لن يعودوا إلى الحكم عبر بوابة الجيش، فهمت تصريحاته تلك بأن هنالك تحركات داخل الجيش من قبل عناصر إسلامية.
ولاحقاً أعادت السلطات الرئيس المعزول عمر البشير ونائبه بكري حسن صالح ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، بجانب قيادات المؤتمر الشعبي علي الحاج وإبراهيم السنوسي وآخرين إلى سجن كوبر، بعد أن قضوا قرابة العام بمستشفيات العاصمة الخرطوم.
في المقابل تجنب الإسلاميون والمؤتمر الوطني إصدار رد على تحذير البرهان لهم من محاولة الاستقواء بالجيش .
فيما علقت بعض قيادات الحركة الإسلامية جرت استضافتهم علي قنوات عالمية بخصوص “تصريحات البرهان”
ردَّ الخبير الاستراتيجي عبدالباسط وأُبي عزالدين “مجمل ما جرى منذ أبريل ٢٠١٩م بأنه انقلاب اللجنة الأمنية (لا ثورة و لا يحزنون) في ما وصف السكرتير الصحفي السابق للرئيس المعزول للبشير حديث البرهان بأنه تدخل سياسي وانحياز ضد المؤتمر الوطني وطالب بوقوف البرهان على مسافة واحدة من المؤتمر الوطني وبقية القوى السياسية.