دُشِّنَ في الخرطوم هذا الأسبوع منبر كردفان الكُبرى والذي عُرف اختصاراً باسم (مك)، وهو مولودٌ جديدٌ في عالم السياسة بالسودان، أفرزته تداعيات الوضع الراهن والمُتغيِّرات التي تمّت بالبلاد في أعقاب ثورة أبريل التي غَيّرَت شَكل الحُكم في البلاد.
(مك)، خطوةٌ جديدةٌ من أبناء كردفان، وبأيِّ حالٍ فإن كردفان بإرثها العريق والضاربة جذوره في عُمق السودان، التي هي صُرّة السودان ومَنَصّة الاقتصاد وأم الرجال لا يُمكن لها أن تتخلّف أبداً عن المُساهمة في السِّياسة والمَشهد العَام بالبلاد.
نحمد لشباب كردفان وقياداته التي اجتمعت وأعلنت عن نفسها عبر منبر وكالة السودان للأنباء نهار يوم الأحد الماضي، أنّهم واعون لما يجري في الساحة ومُلمون بالمطلوبات للمرحلة، وأهمها قضيتهم الأولى وقضية السودان مسألة إحلال السلام وطي الحرب وآثارها، لأنّ كردفان قد عَانت من الحَريق والحرب وآثارها، حينما كان آخرون يَنعمون بالاستقرار والأمن ويُعارضون من فنادق الدول المُتقدِّمة!
كردفان ومنبرها (مك)، أمامهم تَحدياتٌ كَبيرةٌ من بينها جمع الصفوف وتوحيد الرؤية حول القضايا الكبيرة الوطنية التي تَهم أهل السُّودان وتُؤثِّر في صناعة سُودان المُستقبل.
ومن تحديات كردفان أيضاً، لا بُدّ من مُبادرات جديدة بروح تَستوعب المُستجدات الحاضرة الآن لمُعالجة الوضع في كردفان وهذا يقتضي أن يكون لهؤلاء اتّصالٌ بالمجلس العسكري والحركات المُسَلّحَة والقِوى السِّياسيَّة الأُخرى.
التحدي الثالث أن يكون لـ(مك) تَواصُلٌ مع كل روافد كردفان وأهمها شباب كردفان، فنحن نعلم أنّ هناك قَاعدةً عَريضةً من أبناء كُردفان، خُصُوصاً أنّ الشباب عَانَى من إهمال قضاياه من الحكومات السابقة، وكذلك فإنّ التحدي الاقتصادي والتنموي والخَدمات من أولويات (مك) والحاجة تقتضي أيضاً تقديم ورقة اقتصادية تبلور أفكار أهل كُردفان في رؤيتهم لتطوير الخدمات.
نحن على قناعةٍ بضرورة وجود شباب كُردفان في المشهد السياسي القومي، لأنهم قاعدة عريضة ومُؤثِّرة وصَاحبة عطاء لا تخطئه العين، خُصُوصاً في الحفاظ على أمن البلاد من تمدد التمرُّد من دول الجوار الأفريقي، والمُشاركة القومية مَسألة مُهمّة لا بُدّ من وجود قوي وكبير وفاعل لكُردفان في السَّاحة السِّياسيَّة القوميّة، فالمنابر التي تتحدّث بلسان بعض المناطق في السُّودان هي منابر قومية ويَهمها في المقام الأول الشأن السوداني، ثم المناطقي، ولذلك نأمل أن يجد منبر كُردفان الكُبرى الدَّعم والمُساندة والرعاية من قيادات كُردفان أولاً، بروحٌ عاليةٌ وتَواصُلٌ طيِّبٌ، نأمل أن يستمر.
مَا نُريد أن نُؤكِّد عليه أنّ الافتتاح لتدشين نشاط مَنبر كردفان الكُبرى كَانَ مُميّزاً وشهده نجوم من كردفان في قمة الفنانة الرائعة والمؤثرة جداً الأستاذة شادن.