رحيل أول وزير للتعليم العالي في السودان
رحيل أول وزير للتعليم العالي في السودان
الخرطوم- الصيحة
نعت وزارة الصحة الاتحادية اليوم الجمعة، البروفيسور أحمد محمد الحسن والذي حدثت وفاته اليوم، ووصفته بأنه كان ركيزة من ركائز العمل الصحي.
وقالت الوزارة في بيان النعي: يوم حزين للطب والأطباء في بلادي العزيزة ببالغ الحزن والأسى وقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعي وزير الصحة الاتحادي والعاملين بوزارة الصحة الاتحادية بروفيسور احمد محمد الحسن والذي حدثت وفاته صباح اليوم، وقد كان الفقيد ركيزة من ركائز العمل الصحي.
وأشارت إلى أن البروفيسور أحمد محمد الحسن هو أول وزير للتعليم العالي في جمهورية السودان, وكان يشغل منصب أستاذ متفرغ متخصص في علم الأمراض بمعهد الأمراض المتوطنة بجامعة الخرطوم في جمهورية السودان.
أظهر البروفيسور الحسن اهتمامًا بعلم النفس في سن مبكرة وبعد حصوله على شهادة الدبلوم في الطب من كلية كتشينر للطب عام 1955، وفوزه بميدالية كتشينر التذكارية، التحق بوزارة الصحة كطبيب مقيم، ثم كمسؤول طبي خلال الفترة بين عامي 1955 و 1958.
كما التحق بكلية الطب جامعة الخرطوم في عام 1958 ، كمساعد باحث في قسم علم الأمراض. وقد حصل على دبلوم متخصص في علم الأمراض من جامعة لندن، و حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة إدنبرة. و أصبح أول بروفيسور سوداني في علم الأمراض، بقسم علم الأمراض في جامعة الخرطوم في عام 1966 ،كما اختير في عام 1969 عميد لكلية الطب ثم نائب لرئيس جامعة الخرطوم في عام 1971 . وقد كرّس حياته للتعليم والتدريس والبحث وخدمة الفقراء في المناطق الريفية. . وقد ساهم خلال هذه الفترة في تأسيس معهد تكنولوجيا المختبرات الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية، وطلب منه تأسيس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقد تمكن خلال اضطلاعه بهذه المهمة من وضع أسس الوزارة والمحافظة على الاستقلالية التي تتمتع بها الجامعات السودانية بمساعدة العديد من الأكاديميين وصار على إثرها اول وزير للتعليم العالي في جمهورية السودان. خلال الفترة بين عامي 1972 و1977، شغل منصب رئيس مجلس الأبحاث الطبية ، والمجلس القومي للبحوث، بجمهورية السودان، كما عمل مع آخرين خلال تلك الفترة بالمساعدة في تأسيس معهد أبحاث طب المناطق الحارة في المجلس القومي للبحوث شاملا مستشفى أمراض المناطق الحارة في أم درمان، والمعمل في الخرطوم.
في عام 1993 واصل البروفيسور مجهوداته وأسس مع العديد من زملائه معهد الأمراض المتوطنة في جامعة الخرطوم وذلك بهدف القيام بالأبحاث حول الأمراض المتوطنة، وتدريب الأطباء والأطقم المساعدة، وكذلك تقديم الخدمات المتخصصة في مجال معالجة الأمراض المتوطنة. وفي عام 1994 أسفرت مجهوداته والبروفيسور سعاد محمد سليمان عن تأسيس الجمعية السودانية لطب الأمراض المتوطنة والصحة التي أسهمت في تطوير طب المناطق الحارة كما أصبح أول رئيس لها.
وتوالت انجازاته بانشاء متحف علم الأمراض, مركز أبحاث الصحة العيادية في مستشفى جامعة سوبا, تفعيل مبادرة التعاون بين الشمال والجنوب, منتدى منطقة شرق البحر المتوسط لأبحاث الصحة, تأسيس قسم علم الأمراض في جامعة الأحفاد, الصندوق الإفريقي لشبكة الملاريا , وحدة التصوير والرسم الطبي, الأكاديمية السودانية الوطنية للعلوم واخيرا كلية النيل في ام درمان والتي هو عضو مؤسس فيها كما يعتبر أول رئيس لمجلس إدارتها. وخلال الفترة بين عامي 1977 و1987 أسس قسم علم الأمراض في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك فيصل في الدمام بالمملكة العربية السعودية، وشغل منصب أول رئيس له كما أسس إدارة البحث والمنشورات والترجمة وكان مديرا لها. . وقد خطط البروفيسور الحسن لنجاح مركز التطوير التربوي للمهن الطبية والصحية في كلية الطب بجامعة الخرطوم.
نظم البروفيسور عددا كبيرا من ورش عمل التدريب المحلية حول منهجيات البحث والكتابة العلمية.
وكان يؤمن بأهمية العمل التطوعي، حيث كان عضوا مؤسسا وصديقا نشطا للعديد من المؤسسات غير الحكومية، ومنح الدعم المادي والمعنوي للعديد من المؤسسات بغض النظر عن حجمها أو أهميتها.
وقد أسست مجموعة من سيدات العلم والبحث في السودان مجموعة المبادرات النسائية في الخرطوم عام 1997، كمؤسسة تطوعية غير ربحية، وكان البروفيسور الحسن عضوا نشطا في اللجنة الاستشارية لها كما استضافها في معهد الأمراض المستوطنة. المجالات الرئيسة للأبحاث نشر البروفيسور الحسن 234 بحثا خلال حياته المهنية, ضمت العديد من المجالات.
كما حصل البروفيسور الحسن على العديد من الجوائز والأوسمة والتقديرات خلال حياته المهنية ومن أبرز هذه الجوائز: (جائزة كتشنر التذكارية, جائزة دونالد ماكي, الجمعية الملكية لطب المناطق الإستوائية والصحة، جائزة شوشة من منظمة الصحة العالمية، وسام النيلين من جمهورية السودان، جائزة الزبير للطب من جمهورية السودان)، وفاز البروفيسور أحمد الحسن بجائزة حمدان لتكريم الشخصيات الطبية المتميزة في الوطن العربي عن عام 2017 – 201 “إنا لله وإنا إليه راجعون”.