عبد الله إسحق محمد نيل يكتب : أعياد الحصاد بشرق دارفور لها أكثر من معنى
11 نوفمبر 2022م
بالأمس، شهد مشروع أم هجليجة بوحدة الجلابي الإدارية التابعة لمحلية الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور، بدء تدشين أعياد الحصاد الزراعي وسط اهتمام كبير من مواطني الولاية وحكومة الولاية والمستثمرين في مجال المحصولات الزراعية، باعتبار أن الموسم الزراعي لولاية شرق دارفور موسم استثنائي، حقق فيه مواطنو الولاية معدلات إنتاجية منقطعة النظير مقارنة بالأعوام السابقة، في ظل كل التحديات التي واجهها مواطنو الولاية من نقص وإحجام التمويل من البنوك والمؤسسات الحكومية لتمويل المزارعين لهذا الموسم.
ولكن على الرغم من كل ذلك، اعتمد مواطنو ولاية شرق دارفور على إمكانياتهم الذاتية فكافأهم الله بإنتاج وفير لكل المحصولات الزراعية في كل المنتجات، المتمثلة في الفول السوداني والدخن والذرة بكل أنواعها والكركدى واللوبيا والويكة والبطيخ وحبَ البطيخ والفول ابو انقوي وغيرها من المحصولات الزراعية الأخرى، فكل هذه المحصولات نجحت بفضل الله وبفضل اعتماد مواطني الولاية على الله وعلى إمكانياتهم الذاتية، وبهذا يكون مواطنو ولاية شرق دارفور ضربوا أروع أنواع الاعتماد على النفس.. فكان واجباً على حكومة الولاية أن تقيم لهم مناسبة تكريم وإشادة، وتدعو جميع مؤسسات الدولة المالية الاتحادية والمستثمرين الوطنيين والأجانب وغيرهم ليكونوا شهودا على ما تم تحقيقه من إنجازات بواسطة المواطنين، وينقل الإعلام للعالمين ليشاهدوا ويعملوا على أن ولاية شرق دارفور واحدة من أكثر ولايات السودان استقراراً، وبها فرص للاستثمار في المجال الزراعي بنوعيه الزراعي والحيواني، وبها أيضاً منتجات غابية من صمغ عربي وصمغ الطلح وغيرها من المحصولات البستانية.
فالمطلوب الآن من المستثمرين في مجال شراء المحصولات الزراعية النقدية، التوجُّه إلى كل أسواق مدن وقرى المحليات التسع لشراء الخير الوفير من الفول السوداني الذي تتميز به ولاية شرق دارفور عن غيرها من ولايات السودان الأخرى.
وحتى تحافظ ولاية شرق دارفور على منتجاتها، يتوجّب على حكومة الولاية وحكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، تبني سياسة استراتيجية تُروِّج لمنتجاتها لهذا الموسم ليتم شراؤها بأسعار مُجزية تمكِّن المواطنين من توسيع الرقعة الزراعية، وتعمل على وضع خطة استراتيجية للموسم الزراعي القادم، تلزم البنوك ومؤسسات التمويل والجهات الاستثمارية وإدخال التقانة الزراعية الحديثة لزيادة الإنتاج والإنتاجية وتمويل المواطنين من وقت مبكر ليتمكنوا من الاستزراع بشكل جيد يتوافق مع طبيعة مناطق الولاية المختلفة، والعمل مع مؤسسات الدولة المختلفة لربط الولاية بالطرق لإنهاء العزلة التي تعيشها ولاية شرق دارفور الآن.