استطلاع: نيازي أبو علي
وسط ترقّب كبير من السودانيين داخل وخارج السودان، توصل طرفا التفاوض، المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى توقيع اتفاق سياسي، يتناول تفاصيل الوضع السياسي في المرحلة القادمة.
نافذة أمل
المواطن محمد خالد، في حديثه لـ(الصيحة) قال: توقيع الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، رغم تأخيره إلا أنه يفتح نافذة للأمل لمستقبل السودان المشرق، مضيفاً أن التوقيع في حد ذاته يظل رحيماً بالتغيير الذي يحدث في حياة الناس، وله ما بعده بعد حالة القلق التي ظلت ملازمة للشارع منذ بدء المفاوضات وتزايد القلق بعد تعثر هذه المفاوضات، إلا أن الأمل انبعث مجدداً عند استئناف المفاوضات مؤخراً بين الطرفين والوصول أخيراً إلى توقيع المسودة السياسية، ونأمل أن يتم التوقيع النهائي يوم الجمعة القادم.
صدى مؤقت
وعبّر الشاب مصطفى عبد الرحيم عن بالغ سعادته، بما توصل إليه الطرفان من اتفاق، منوهاً أنه رغم أن هنالك أشياء كثيرة عن شروط توقيع الاتفاق لا يعلمها المواطن السوداني البسيط الموجود بالشارع، بل تظل الأغلبية يهمها فقط أمر الجانب الاقتصادي والمعيشي، والأكثر من ذلك سيكون للاتفاق صدى مؤقتاً إلى حين وضع الطرفين الناس في النظر إلى جانب الاستقرار المعيشي وضبط السوق والأسعار.
عقبة معيشية
بينما يرى أحمد عثمان، أن المواطن البسيط يتعامل مع السياسة وفق حياته المعيشية، فكلما استطاعت الحكومة تذليل العقبة المعيشية اقتربت أكثر من الناس، وتأثير ذلك يعود الى الحياة الاقتصادية أيضاً، مشيراً إلى أن السياسيين ينظرون لقضايا بعيدة متمثلة في الحكم والعلاقات الخارجية والعنف السياسي، وتبادل الكراسي، غير واضعين في الإعتبار الشان الاقتصادي، فنجد أن الغالبية ينظرون للوضع الاقتصادي في آخر أولوياتهم .
حالة ترقب
ابتدر خالد الزاكي حديثه لـ (الصيحة) قائلاً: لا ينظر الشارع السوداني الآن إلى توقيع الاتفاق خاصة بعد حالة الترقب والانتظار، وصمود الشعب السوداني، بعد نجاح الثورة نتيجة لحراك جماهيري ضخم استمر عدة شهور حدث فيها ما حدث من إراقة للدماء واعتقالات وأزمات اقتصادية صعبة مرت بها البلاد، فقدنا فيها خيرة شباب السودان، لذلك لا بد من أن ينظر الطرفان نظرة تفهم ورحمة إلى ما يدور في الساحة الشعبية تضعه في وضع استقرار اقتصادي واجتماعي وسياسي.
وزاد خالد: في المرحلة القادمة، نحتاج إلى إرادة كل أبناء الوطن واستغلال موارده المتاحة جيداً مما يعيده إذا ما تم ذلك إلى وضعه الطبيعي سلة لغذاء للعالم.
تمسك أطراف
واعتبر عبد الله عبد القادر ـ من شرق السودان، الاتفاق ناقصاً لأنه لم يشر إلى وفاق حول نسب الطرفين في المجلس التشريعي، حيث تمسك العسكري بموقفه الرافض لنسبة 67% التي اتفق عليها سابقاً، وتحدث هذا الاتفاق بوضوح في فقرة المجلس التشريعي، على أن قوى إعلان الحرية والتغيير تتمسك بنسبة الــ67% في حين يرفض المجلس العسكري هذه النسبة..
وختم أوهاج: وأنا أستغرب أين الاتفاق في هذه النقطة إذا كل طرف يتمسك بموقفه.
سلطة مدنية
وتمنى الفاتح هلال أحد ثوار القيادة أن يفضي توقيع الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى سلطة مدنية تمضي بقيادة الجيل الثائر إلى بر الأمان تحقق تطلعاته على أرض الواقع وتهتم بأفكاره العظيمة والمتجددة وذات الرؤية المستقبلية لسودان جديد. في السياق، قالت منى الشيخ: لن تكتمل فرحتنا بتوقيع الاتفاق بين الطرفين، إلا أن تكتمل الصورة المشرقة لتضحيات الشهداء من أجل سودان جديد ينعم بحالة من الرخاء والسلام والتنمية والعمران، وهذا ما يجب أن تضعه الحكومة الانتقالية في ذهنها منذ البداية حتى لا تقع في نفس الخطأ الذي أوصل بلادنا إلى هذه الحال.