صالح مهدي أمبدة يكتب: دموع حرى.. في فقد البروف محمد الأمين الشنقيطي
قال تعالى في محكم تنزيله:-
“مِنَ الـمُؤْمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً”. صدق الحق.
برحيله المفاجئ اليوم، يفتقد السودان وتفتقد دور العلم وأروقة الجامعات ودوائر المجتمع الإسلامي في مليط والفاشر والعاصمة والسودان كله ومعها ساحات النضال الوطني والإجتماعي رجلاً نضيداً من رجالات العلم والصلاح وعلماً شامخاً من أعلام التربية والتعليم. ذلكم هو البروفيسور محمد الأمين الشنقيطي الذي درس ونشر العلم والفضيلة في كل مراحل التعليم في السودان بدءاً من المرحلة المتوسطة وحتى أروقة الجامعات. وكان من أبرز الشخصيات التي ساهمت بقدر كبير في مجال التعليم في ربوع دارفور وفي جامعات السودان المختلفة. ومن أبرزها جامعة الرباط الوطني التي كان من أوائل المؤسسين لها.
ونحن اليوم بكل حسرة وألم إذ نودع أخانا البروف محمد الأمين الشنقيطي الذي نهلنا من علمه في بواكير أيامنا في المرحلة المتوسطة، إنما نودعه بذكر محاسنه وبأعماله الجليلة في مراحل حياته القصيرة.
لقد كان محمد الأمين الشنقيطي من أكارم المعلمين الأتقياء، ومن عظماء رجال هذا السودان. كان خلوقاً ندي الروح، دمث الأخلاق وذو وجه نضير دائم الإبتسامة للصغير والكبير. وكان مثابراً في جهده وعمله محباً للعلم والعلماء. وكان (أخو إخوان كما يقول السودانيون).
لقد رحل بروف محمد الأمين وترك لنا إرثاً باقياً من أعماله العلمية وتأثيراً إيجابياً كبيراً في مجتمعه المحلي ووسط طلابه الكثر. وترك سيرة مشرفة لأسرته وعائلته وأهله الكرام.
وإنني بهذا أرفع يدي إلى الله العلي القدير سائلاً إياه أن يشمل بعطفه ورحمته حبيبنا البروف محمد الأمين الشنقيطي، وأن يدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
وأسأله تعالى أن يصبر أسرته المكلومة وأصدقاءه وطلابه الكثر وأحبابه على المصاب في فقده المؤلم. كما أعزي نفسي وكل الشعب السوداني في هذا الفقد الجلل.
“يَا أَيتُها النَّفْسُ الـمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيِّةَ مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”.
إنا لله وإنا إليه راجعون.