9 نوفمبر 2022م
ملط..
حتى من ورقة التوت..
وذلك حين نجردهم من ثياب لُبْسٍ يحاولون بها – عبثاً – ستر عوراتهم..
واللُبْس – لغةً – الشبهة؛ وعدم الوضوح..
وكلمتنا اليوم تُعنى بالتفكيك الفلسفي لبعض مصطلحات – وعبارات – كاذبة..
وضربنا مثلاً ببعضها – من قبل – في حياتنا العامة..
وقلنا إن شخصاً ما عندما يقول (أنا ما عارف لكن) فهو يعني إنه يعرف كل شيء..
وآخر حين يقول (اللهم لا شماتة) فهو يعني (اللهم إني شامت)..
وثالث يحين يقول (شخصي الضعيف) فهو إنما يقصد (شخصي المتضخم جداً)..
ولكن مثل هذا اللبس في مجال السياسة أسوأ..
وذلك لأن آثاره تنسحب على الشعب – والدولة – ولا تقتصر على أصحابه..
وذات مرة فككنا بعض الذي كان يتشدق به أهل الإنقاذ..
فإذا بهم عراة (ملط)؛ يستحقون الجرجرة إلى محكمة التاريخ لـ(النظام العام)..
علماً بأن (تجميل الكذب) هو ماركة مسجلة باسم أنظمة بعينها..
أنظمة القهر… والبطش… والكنكشة..
يعني خذ عندك – مثلاً – عبارة (محاولة تقويض الشرعية)..
فهي ذات (عورة) تستوجب سترها بملابس داخلية… فوسطانية… فخارجية..
ولكن حين نجردها حتى من ورقة التوت نجدها خادشة للحياء..
الحياء الإنساني… والسياسي… والتاريخي..
فهي لا تعني سوى (محاولة تقويض الـ لا شرعية التي قوضت الشرعية)..
ومن يمشي في السكة الخطأ يُتعبه التعبير عن أشيائه..
ويظل دوماً في حالة (غطغطة) لعوراتها؛ حياءً..
ولنأخذ مثالاً آخر (الاستهداف الخارجي للوطن وشعبه)؛ فهذه عبارة كاذبة..
وحقيقتها (الاستهداف الخارجي لكراسي حكمنا)..
وتُقال عندما يدخل النظام العقائدي في عداوات مع الخارج بغرض تصدير أيديولوجيته..
دينية كانت هذه الأيديولوجيا؛ أم علمانية..
فلما يحس بأساً من تلقاء الخارج هذا يجعل من الشعب – والوطن – شريكين له..
وغالب مثل هذه الأنظمة تستأسد على شعوبها..
ولكن حين تنتظر شعوبها استئسادها هذا خارجياً لا تجده..
فهي تضحى حملاً وديعاً في هذه الحالة..
وكمثال على ذلك نظام الأسد – السوري – إزاء إسرائيل..
فهو يفتأ يستر عورة خزيه بورقة توت اهترأت من كثرة الاستعمال سنين عددا..
وهي (نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين)..
ثم لا يأتي هذا الزمان – ولا المكان – أبداً..
فأسلحته – بما فيها الكيماوي – مدخرة لعدوه الحقيقي؛ الشعب..
وتفكيكنا الفلسفي هذا اليوم نهديه لبعض من يعنيهم الأمر؛ لعلهم يفهمون..
ثم لعلهم يستحون..
ومن قبل شهدنا محاولة ستر عورة مضحكة..
وكانت من تلقاء بعض أحزاب الكيكة – وحركاتها – عقب ما سُمي (الحوار الوطني)..
وسميته (الحمار الوطني) – حينها – فعُوقبت..
فقد كان ظاهر كلامها (البشير هو الضامن للحوار الوطني هذا)..
وباطنه (البشير هو الضامن لكراسينا… ومباهجنا… ومساكننا… وامتيازاتنا)..
ثم ذهب الحوار… والحمار… والضامن..
ويبحثون – الآن – عن ضامنٍ جديد؛ يشبهه في كل شيء… وفي كرم غفلته..
وكدليلٍ على ذلك حشدهم المشبوه ذاك بقاعة الصداقة..
والذي بُعث فيه من مرقده الدنيوي – السياسي – زمرةٌ من أحزاب زينة البشير..
وتقربوا إلى المكون العسكري زلفى..
ويحاولون ستر عورة حقيقتهم بغلالة (من أجل الوطن) المخادعة..
وهي غلالة شفافة كفستان نومٍ نسائي..
حقيقة توقهم إلى كراسي السلطة التي فقدوها..
فيا أيها الناس: أنفذوا إلى ما تحت ثياب اللبوس التي يظن أصحابها أنها تسترهم..
فككوهم… فلفلوهم… خللوهم..
ستبصرونهم – حينها – على حقيقتهم تماماً..
وكما ولدتهم أمهاتهم؛ وشهواتهم..
عراة!.