خلايا دم توفر مضادات لقتل البكتيريا الخطرة
خلايا دم توفر مضادات لقتل البكتيريا الخطرة
وكالات – الصيحة
تقنية مبتكرة تحمي خلايا الجسم من التلف عند استخدام المضادات الحيوية، التي تُصنف كـ”ملاذ أخير”
يمكن أن تكون الأدوية التي تُعطى للجسم كله وكأنها إطلاق رصاص عشوائيًا من مدفع رشاش، مما يؤدي إلى إتلاف الخلايا التي لا يُقصد استهدافها. توصلت دراسة جديدة إلى أن إخفاء العقاقير داخل خلايا الدم الحمراء يمكن أن يساعد في توجيه المضادات الحيوية القوية ولكن السامة لاستهداف البكتيريا، وفقا لما نشره موقع “New Atlas” نقلًا عن دورية “ACS Infectious Diseases”.
لتلافي آثار جانبية خطيرة
تطور البكتيريا بشكل متزايد مقاومة لأفضل المضادات الحيوية المتاحة، مما يضع الأطباء في مأزق وحيرة بين خيارات علاج أقل وأقل. في كثير من الحالات، يضطر البعض إلى وصف عقاقير كملاذ أخير، على الرغم من أن بعضها يمكن أن يتسبب في آثار جانبية خطيرة داخل الجسم.
خلايا دم هجينة
ولكن يمكن أن تكون هناك طرق لاستهداف هذه الأدوية بدقة أكبر. قبل بضع سنوات، طور العلماء في جامعة ماك ماسترز في كندا ما أطلقوا عليه “خلايا الدم الحمراء البشرية الخارقة”، والتي يرتكز مفهومها في الأساس على سحب الأجزاء الداخلية من خلايا الدم الطبيعية وحشوها بالأدوية. عندما يتم حقن خلايا الدم الهجينة مرة أخرى في الجسم، فمن المفترض نظريًا أن تكون قادرة على حمل حمولة الدواء بأمان، دون أن يهاجمها الجهاز المناعي.
إصابة الهدف مباشرة
في الدراسة الجديدة، عالج الفريق مشكلة متبقية تكمن في كيفية إعادة خلايا الدم الهجينة إلى الهدف المطلوب، دون إتلاف باقي الخلايا، لذا قام الباحثون بتغطية الجزء الخارجي من خلايا الدم بجسم مضاد استهدف أنواع البكتيريا التي كانوا يحاولون القضاء عليها، مما يجعلها تتراكم حول البكتيريا وتوصيل حمولتها من الأدوية بدقة أكبر.
كفاءة بنسبة 90%
اختبر الباحثون نظام توصيل الدواء بمضاد حيوي يسمى Polymyxin B (PmB) ، وهو فعال في قتل البكتيريا المقاومة للأدوية الأخرى. لكن هذا يأتي على حساب الخلايا السليمة، مع احتمال حدوث تلف في الكلى ومشاكل عصبية وآثار جانبية خطيرة أخرى. على هذا النحو، فإنه يعتبر من المضادات الحيوية الملاذ الأخير.
فاعلية انتقائية
في اختبارات زراعة الخلايا في المختبر، قام فريق الباحثين بتحميل خلايا الدم بـ PmB واستهدفوا بكتيريا إيكولاي المقاومة للأدوية. واكتشفوا أن الخلايا تتمتع بكفاءة تحميل تبلغ حوالي 90٪، وكانت فعالة في توصيل PmB للبكتيريا بمستويات عالية بما يكفي لقتلها. لاختبار دقة الاستهداف، قام الباحثون بتعريض بكتيريا مختلفة مثل Klebsiella aerogenes للخلايا الهجينة المغلفة بأجسام مضادة للإشريكية القولونية، وتبين أنها غير كافية للقضاء عليها، مما أثبت فاعلية التقنية الانتقائية.
حماية وجرعات أقل
يقول الباحثون إن هذا النهج له عدد من المزايا. لا يقتصر الأمر على منع حمولة الدواء من التأثير على الخلايا السليمة، ولكن نظرًا لأن خلايا الدم الحمراء لها عمر طويل يبلغ حوالي 120 يومًا، فإن لديها متسعًا من الوقت للوصول إلى المواقع المستهدفة. يمكن أن تقلل هذه التقنية أيضًا من عدد الجرعات المطلوبة وكمية الدواء لكل جرعة.
للزهايمر مستقبلًا
يقول فريق الباحثين، بقيادة بروفيسور هانا كريفيتش، الباحثة في مختبر ديناميكيات الغشاء والبروتين بكاليغاري في كندا، إن العمل المستقبلي سيبحث في إمكانية قدرة التقنية المبتكرة على توصيل الأدوية عبر الحاجز الدموي الدماغي إلى الدماغ للمساعدة في علاج الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر.
المصدر: العربية نت