تلاحقه بلاغات و”نشرة حمراء”.. هل يعود (قوش)..؟!!!
الخرطوم- صبري جبور
عقب انتصار ثورة دسيمبر المجيدة، غادر عدد كبير من رموز النظام السابق إلى الخارج، تحوطاً لاعتقالات تطالهم، لا سيما أن هناك قيادات يواجهون تهماً تتعلق بفساد، لكن عقب قرارات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرون من أكتوبر 2021م، التي أفضت لحل الحكومة وتجميد لجنة إزالة التمكين، بجانب إنهاء الشراكة مع المكوِّن المدني (الحرية والتغيير)، تنفست قيادات بنظام الرئيس المعزول عمر البشير الصعداء، باعتبار أن تلك الإجراءات أسقطت التحالف الحاكم من السلطة، مما يحد من الملاحقات القانوينة والسياسية تجاه هؤلاء، وخلال الفترة الأخيرة انتظمت عودة من قيادات الإنقاذ إلى البلاد منهم رئيس الوزراء الأسبق محمد طاهر إيلا، فضلاً عن إطلاق سراح بعض الذين يقبعون في السجون منذ سقوط الحكومة تمت براءتهم من التهم التي طالتهم، وعلى سبيل العودة وردت تقارير صحافية أن الفريق أول صلاح قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق، يرتب للعودة إلى الوطن، فضلاً عن تكوين لجنة عليا لاستقبال والترتتيب والتنسيق للعودة. وضعت(الصيحة) تساؤلاً أمام الخبراء والمحلِّلين السياسيين بشأن عودته.
يواجه (قوش) تهماً بالثراء الحرام والمال المشبوه تحت المادتين (6.7) وغسل الأموال تحت المادة (35). وبعد سقوط الحكومة، كان قد وضع (قوش) تحت الإقامة الجبرية في منزله بالخرطوم، إلا أنه تمكّن من المغادرة إلى العاصمة المصرية القاهرة.
ترتيب للعودة
في إطار المساعي الرامية لعودة رموز النظام السابق..كوَّنت مبادرة شعبية قومية لعودة مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول صلاح (قوش) إلى السودان انطلاق فعاليات المبادرة بمدينة مروي في الخامس من نوفمبر الجاري.وقال القائمون على أمر المبادرة: إن المبادرة ستنتقل إلى بقية مدن السودان.وأضافوا (عودة قوش أصبحت واجباً وطنياً).
نشرة حمراء
يوليو الماضي، شرعت النيابة العامة في اتخاذ إجراءات تعميم نشرة حمراء عبر الشرطة الدولية (الانتربول) للقبض على قوش، واعتبرت النيابة بحسب (سودان تربيون) صلاح قوش متهماً أولاً في البلاغ المدون تحت الرقم 246 (2018) بمعية ثلاثة آخرين بعد استغلاله نفوذه خلال توليه مهام المخابرات لإرغام المالك السابق للشركة فضل محمد خير، على دفع (50) مليون دولار، كتسوية لإنهاء احتجازه والسيطرة على شركة “تاركو” لصالح الملاك الحاليين.
تدخل المجتمع الدولي
وحول العودة المزمعة لـ(قوش) إلى السودان، توقع الخبير والمحلِّل السياسي البروفيسور صلاح الدين الدومة، تدخل المجتمع الدولي بشأن الأمر، مشيراً إلى أن قوش مطلوب بواسطة الانتربول عبر نشرة حمراء .
وقال الدومة لـ(الصيحة) أمس، عودة قوش استخفاف بالانتربول ومسخرة سياسية في نفس الوقت، وأضاف أن الخطوة تحتاج إلى معارضة داخلية من أجل أن تتوقف ما سماها بالمهازل، خاصة وأن الجهات القانونية والعدلية عليها أن تتحرَّك -أيضاً- تجاه هؤلاء من قادة النظام السابق الذين عادوا إلى البلاد لديهم تهم وملفات فساد.
وقطع الدومة أن أغلب قيادات النظام السابق عادت سواءً إلى البلاد أو مواقعها في السلطة، وأضاف: تبقى فقط عودة حزب المؤتمر الوطني .
ظهور لأول مرة
وكان أثار ظهور (قوش)، في القاهرة، لأول مرة بشكل رسمي، حالة من الجدل الواسع في الأوساط السودانية، حيث سجل زيارة لبعثة فريق المريخ بمقر إقامته بفندق راديسون بلو في العاصمة المصرية القاهرة.والتقى قوش وقتها برئيس النادي حازم ونائبه الأول الجكومي، والبعثة الإدارية والفنية، بصفته عضو مجلس الشرف المريخي السابق.
تنفيذ مشروع
ويرى الباحث في الشأن السياسي الطيب عبدالرحمن الفاضل، أن عودة محمد طاهر أيلا، مقدمة لعودة قوش، وقال: إلا أن هذه الخطوة لم تجعل ضمانات (100%) لعودة قوش إلى البلاد.
وأوضح الطيب في تصريح لـ(الصيحة) أمس، أن قوش يمكن أن يكون موجوداً بمشروعه الذي يتم تنفيذه بواسطة من هم لهم بالولاء أو من معسكره.
وأكد عبدالرحمن أن كل الإشارات تدل على أن قوش هو له صلة بمايدور في الساحة السياسية الآن، ولم يستعبد عودة قوش، وقال: إن السياسة متحوِّلة على حسب الواقع، بجانب انجلاء الظروف التي دعت إلى أسباب المغادرة للخارج.
عودة متوقعة
وفي السياق توقع المحلِّل السياسي الهادي أحمد علي، عودة قوش في الأيام المقبلة، مشيراً إلى وجود تحالفات مع بعض القوى السياسية التقليدية (الطائفية) كأحزاب الأمة القومي أو الاتحادي الأصل، الأمر الذي يسهم في العودة لوجود سند من بعض هذه القوى التي أسماها بالتقليدية.
وأكد الهادي في تصريح لـ(الصيحة) أمس، أن قرارات رئيس مجلس السيادة في الخامس والعشرون من أكتوبر العام الماضي، لها امتداد لهذا التحوُّل في المعادلة السياسية، لافتاً إلى وجود بعض القوى الداخلية تعمل على تهيئة المناخ لوجود قيادات النظام السابق في المشهد السياسي السوداني.