وكالات : الصيحة
قطع عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة في السودان الشك باليقين، أمس، مؤكداً أن لا عودة للإسلاميين إلى الحكم، ولا للمؤتمر الوطني المنحل، الذي كان يترأسه عمر البشير.
كما شدد على ولاء الجيش المطلق للوطن، وليس لأي حزب أو جهة سياسية، ما أثار العديد من التساؤلات حول سبب هذا الحديث وتوقيته.
إلا أن الجواب عن تلك التساؤلات بدا جلياً منذ أيام على الساحة السودانية.
فقد عاد الحزب المنحل قبل أيام ليحشد أنصاره أمام مقر البعثة الأممية، معترضاً على الوساطة الأممية الهادفة لحل الأزمة في البلاد، وتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء.
كما أثير خلال الفترة الماضية جدل واسع، لاسيما من قبل المعارضة المدنية، حول عودة الإسلاميين وتغلغلهم في مفاصل الدولة ومؤسساتها من الجيش إلى القضاء.
واستعر هذا الجدل مع صدور قرارين قضائيين، أبطلا قرارات لجنة “إزالة التمكين”، بحل الاتحاد العام لنقابات عمال السودان ونقابة المحامين.
ففي الأول من نوفمبر، أعلنت المحكمة العليا إلغاء قرار “لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة”، الذي تم بموجبه حل الاتحاد النقابي.
كما صدر قبل ذلك حكم بحل اللجنة التسييرية التي تم تشكيلها لقيادة نقابة المحامين من قبل قوى “الحرية والتغيير”.
إلا أن البرهان قطع الطريق أمس على كل التأويلات، موجهاً تحذيراً إلى المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من المساس بالجيش أو غيره.
فيما رد الحزب على الفور على البرهان، كاتباً على صفحته في فيسبوك أمس “إنك تعلم يقيناً حقيقة ولاء القوات المسلحة للتنظيم” الذي ينضوي تحته الإسلاميون.
يشار إلى أنه عقب إطاحة الجيش بحكومة البشير عام 2019 إثر احتجاجات شعبية واسعة امتدت لأشهر حلت السلطات حزب المؤتمر وحظرت مشاركته في الحياه السياسية لعشر سنوات.
لكن الحزب ما زال يحاول التحرك على الساحة السياسية. فقبل نحو أسبوع حشد آلاف من الإسلاميين للتظاهر احتجاجاً على الوساطات الدولية التي تحاول إخراج السودان من الأزمة التي يعيشها.