6 نوفمبر 2022م
عجبت لعظماء عَرَفَهُمُ التاريخُ، كانوا يستقبلون المصائب كأنَّها قطراتُ الغيثِ، أو هفيفُ النسيم، وعلى رأسِ الجميع سيدُ الخلْقِ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وهو في الغارِ، يقولُ لصاحبِه:. ﴿لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾.
وفي طريقِ الهجرةِ، وهو مطاردٌ مشرَّدٌ يبشِّرُ سراقة بأنه يُسوَّرُ سواريْ كسرى.
الدراسة في الكليات العلمية كارثة بحق وحقيقة.. آلاف الطلاب السودانيين يبحثون على الملاذ الآمن في جمهورية مصر العربية، ويبحثون عن كليات الطب البشري والأسنان والصيدلة، ولكنهم يتفاجأون بواقع مرير.. مثال جامعة حلوان اذا جلست للامتحان في السنة الأولى ولم تصل للمعدل المطلوب عندهم سوف تعيد الكرة مرات ومرات.. أنا صاحب تجربة في قبول الوافدين.. لكن يعلم الله واقع الطلبة مرير من ناحية التحصيل.. لأنّ النظام المتبع لديهم اذا نقصت ربع درجة من الحد المطلوب ستعيد السنة.
ومن المشاكل التي تواجه الطالب الوافد أيضاً وفي أول سنة، هي اللهجة المصرية خاصة في المحاضرات، أضف إلى ذلك الغربة والعامل النفسي للطالب تجده صغيراً في السن يترك أحضان أمه ويأتي إلى بلد ما فيها (أمي ارحميني).
أنا شخصياً وحسب تجربتي في هذا المجال، فإن الدراسة في مصر للكليات العلمية صعب جداً لطالب أحرز نسبة ٧٥٪ أو ٧٠٪، لأن الرسوب سيكون حليفه خاصةً في السنة الأولى الرسوب بالآلاف من الطلبة السودانيين.. هذا ليس تخويفاً، لكن واقع معاش، واسألوا الطلبة السودانيين في جامعة حلوان.
كثيرة جداً المصائب.. وأخص في ذلك معدل النجاح – وصرف مبالغ باهظة في التقديم (4425) جنيهاً مصرياً تكلفة التقديم فقط غير رسوم الجامعة وغير السكن والإعاشة والترحيل وفي النهاية بترسب لعوامل كثيرة.. فإن صرختنا إلى سفير جمهورية مصر بالسودان أن تلفت نظر الإخوة في الجامعات عبر الخارجية بأن تكون الرأفة بحال الطلبة الوافدين – الذين أتوا إليكم وكل عشمهم أن يصبحوا أطباءً، وإذا صار الحال كما هو عليه لن يأتي إليكم طالب وافد.
ومن المصاعب الذي تواجه الطالب الوافد الإقامة بعد الأشهر الستة الممنوحة له.
نقطة: تسهيل الإقامة يفترض تكون بشهادة قيد من الجامعة المقبول فيها بدلاً من البهدلة والجري إلى العباسية من أجل الإقامة.
صرختنا إلى سفير جمهورية مصر العربية بالسودان، النظر بعين الرأفة للطلاب الوافدين الجامعات وإعفائهم من شروط الإقامة.