4 نوفمبر 2022م
محمود بشير جماع من مواليد ولاية شمال دارفور قرية (لل) في شمال كتم، تخرج في جامعة الخرطوم عام 1957م، مهندس زراعي، عمل في مصلحة الأراضي وتنمية المياه وانتقل الى مشروع الجزيرة وأسس مشروع المناقل، وتدرج حتى صار مديراً عاماً لمشروع الجزيرة، ثم صار مساعد وكيل الري، وقامت على يديه مشاريع ري عملاقة، وكان له دورٌ كبيرٌ، أقام كثيراً من السدود في دارفور وكردفان ومناطق كثيرة بالسودان.
وهو من الرعيل الأول من أبناء دارفور الذين تخرجوا في الجامعات وبصفة خاصة من جامعة الخرطوم، وأعتقد أنه المهندس الثاني من أبناء دارفور.
عين المهندس محمود محافظاً لمحافظة شمال دارفور في 1980م، وكذلك عين وزير دولة للري في حكومة نميري، ثم نائباً لحاكم إقليم دارفور بعد قيام الحكم الإقليمي، ثم اُنتخب عضواً في الجمعية التأسيسية عام 1986م، وصار وزيراً للزراعة والري في حكومة السيد الصادق المهدي عام 1987م، وكان أحد قيادات جبهة دارفور ومن المؤسسين، ترك السياسة بعد قيام الإنقاذ 1989م.
محمود بشير جماع من المهندسين المميزين ومن أبناء دارفور العظام، له تاريخ حافل في الإنجاز والعطاء الفني والمهني والوظيفي، وكذلك العمل السياسي حيث تقلد وظائف كثيرة.
محمود بشير جماع من قيادات دارفور، بل السودان المخضرمة والمهمة، وهو رجل اجتماعي من الدرجة الأولى، وكان باراً بأهل دارفور وكان رجلاً عطوفاً، ودوداً، وكان رجلاً لين الجانب وصاحب مصداقية، وأيضاً كان صاحب قرار ولديه مواقف مشرفة جداً في حياته العامة، وكان خدوماً جداً يساعد الكل بقدر ما يستطيع.
أنا تعرفت عليه عبر الأخ د. أحمد بابكر نهار وعبر الباشمهندس اسحق آدم بشير، وعرفته عن قرب إبان الحملة الانتخابية لموقع حاكم إقليم دارفور، حيث فاز من قائمتنا، ووقتها كان يفوز ثلاثة أشخاص ليختار الرئيس نميري أحدهم، حيث فاز الإخوان المرحوم أحمد إبراهيم دريج والباشمهندس محمود بشير جماع والدكتور علي الحاج محمد، حيث اختار الرئيس نميري دريج حاكماً لدارفور.
الباشمهندس محمود رجل موسوعة علمية وخدمية وإداري من الطراز الفريد، وكان من العاملين الميدانيين، وكانت له صلات طيبة مع العاملين معه وكان نقابياً مخضرماً، وله مواقف محل أقام وسكن أو اشتغل، يوطد علاقاته مع للجميع، حيث سكن بحري الشعبية، وكان منزله جامعاً لكل الطيف السوداني.
وهو من الشخصيات الوطنية العامة الذين استفدت أنا شخصياً منه ومن تجاربه ونصائحه رغم فارق العمر والعلم والتجارب.
محمود بشير جماع رجل سمح السجايا والخصال، وعالم لا يشق له غبار في مجال الري، قدم الكثير لوطنه في مجال تخصصه، وكذلك في علاقاته العامة.
ألا رحم الله الباشمهندس محمود بشير جماع وأسكنه فسيح الجنان.
تحياتنا هنا لأسرته الصغيرة وللأخ الباشمهندس اسحق آدم بشير ابن أخيه الذي كان قريبًا منه، ومن أكثر الإخوان شبهاً به في تعامله مع الآخرين.
الأخ إسحق بشير جماع كان له دور كبير في نجاح حركتنا في حزب الأمة التجديد والإصلاح، وكان منزله مقراً لكل أعمالنا في ذلك الوقت، والتحية لحرمه المصون التي كانت تقوم على خدمتنا ليل نهار.
الباشمهندس محمود بشير جماع شخصية فذة لا يجود بمثله التاريخ قريباً.
نسأل الله تعالى له المغفرة والرحمة.