بعد انتشار أمراض القلب بدارفور.. مناشدات للمجلس السيادي
عرض- أم بلة النور
انتشرت في الآونة الأخيرة أمراض القلب وهي من الأمراض التي ترتفع تكلفة علاجها، حيث أصبحت تنتشر بين الأشخاص الأكثر فقراً للعديد من العوامل أهمها بيئة السكن والظروف المعيشية وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب .
دراسة حديثة
وكشفت دراسة حديثة لاختصاصي جراحة القلب دكتور ياسر حنفي، عن تفشي أمراض القلب بإقليم دارفور نتيجة للهجرة من المدن إلى المناطق البعيدة نتيجة للصراع الدائر بالإقليم والسكن داخل المخيمات والمعسكرات السكنية للنازحين، والتي لا تتوفر فيها الظروف الصيحة والبيئية المناسبة للسكن، لذلك تنتشر الأمراض المعدية مثل روماتزم القلب والالتهابات وتنتشر بكثرة لا سيما بين الأطفال، حيث كان في السابق تنتشر بعد عمر 25 عاماً، الآن أصبحت بين الأطفال أقل من (10) سنوات، هؤلاء يمثلون قطاع كبير، وأرجع حنفي -أيضاً- ارتفاع عدد الماصبين بأمراض القلب بدارفور نتيجة للكثافة السكانية بالإقليم .
وأضاف أن انعدام الرعاية الصحية الأولية هي -أيضاً- من أسباب ارتفاع حالات الإصابة بأمراض توماتزم القلب والالتهابات وأصبح يطلق عليها أمراض المعسكرات، وأضاف: إن نسبة الإصابة من الإقليم مقارنة بالولايات الأخرى هي الأعلى تاني الجزيرة في المرتبة الثانية ونهر النيل في المرتبة الثالثة، وجميع الولايات التي تنتشر فيها الإصابة بأمراض القلب العامل المشترك بينها الفقر والظروف المعيشية التي تؤدي إلى سوء التغذية، فضلاً عن ضعف الرعاية الصحية الأولية والتردي البيئي والازدحام في السكن .
وقال ياسر حنفي: إن هناك شق آخر من أمراض القلب وهي الشرايين والتي تعد الدهون السبب الرئيس في الإصابة بها وأيضاً تساهم أمراض السكري وضغط الدم مساهمة كبيرة في الإصابة بالشرايين وتنتشر في دارفور -أيضاً- لسوء الثقافة الغذئية .
أمراض المعسكرات
وقال حنفي: إن هناك أمراض جديدة بدأت تظهر وقد أطلق عليها أمراض المعسكرات نتيجة لوجود عدد كبير من المعسكرات بالإقليم والكثافة السكانية فيها عالية جداً أدت إلى انتشار الأمراض مستشهداً بالدرن وغيرها من الأمراض والتي تتطلب معالجتها بالمراحل الأولى والتي تحتاج إلى رعاية صحية متميزة على مرمى حجر من المرضى .
ارتفاع عدد الوفيات
وذكر ياسر حنفي، اختصاصي جراحة القلب أن درفور رغم الخيرات التي تتمتع بها إلا أنها تعاني من ضعف الخدمات الطيبة، وهناك ارتفاع في عدد الوفيات بأمراض القلب خاصة وسط الأطفال نتيجة لذلك السبب بالإضافة إلى البعد الجغرافي، حيث يتكبَّد المريض مشاق السفر لعدة أيام قد تصل إلى أسبوع كامل للوصول للمركز لمقابلة الطبيب وغالباً ما يأتي في المرحلة الأخيرة من المرض لأسباب التي ذكرت آنفاً والتي تؤدي إلى وفيات عشرات المرضى سنوياً.
نماذج مؤلمة
من النماذج والقصص المؤلمة التي كانت شاهدة عليها (الصيحة) التي التقت بعم الطفل آدم، ذو العشرة أعوام وكان يعاني من ضيق شديد في الشرايين جاء من قرى الفاشر بولاية شمال دارفور بعد رحلة شاقة وصل الخرطوم وقابل الطبيب وتم تحديد موعد لإجراء عملية توسعة الشرايين وفي مرحلة التجهيز للعملية وتحضير أكياس الدم التي تأخرت بسبب عدم وجود أقارب بالخرطوم والقدوم من مكان بعيد فارق الطفل الحياة. يحكي عم الطفل القصة وقلبه يتفطر من الألم، وقال: (بي قروشنا ما لقينا علاج لأننا جينا متأخرين)، ورفضت عدة مستشفيات قبوله بحجة عدم توفر أسرة بالطوارئ، مات الطفل لعدم وجود رعاية صحية أولية، لأنه مرض سهل تشخيصه وعلاجه، فضلاً أن تكلفة العلاج في المراحل الأولى أقل، هذا بحسب حديث حنفي، الذي أكد أن علاجه كان يكمن فقط في البانسلين والاسبرين، أو يتم السيطرة على المرض حتى يتمكن من الوصول للمركز .
هذا أنموذج واحد من عشرات المرضى الذين يفارقون الحياة ليس بسبب المال وإنما الإهمال والبعد الجفرافي وانعدام الخدمات الطبية، فضلاً عن وعورة الطرق وإغلاق بعضها في فصل الخريف.
مناشدة رئاسية
ونتيجة لتلك المعاناة شدَّد حنفي، على ضرورة إنشاء مركز لعلاج أمراض القلب بدارفور وتحديداً حاضرة شمال دارفور الفاشر، لأنها تحظى بشئ من البُنى التحتية، فضلاً عن كونها منطقة وسط ويمكن لبقية ولايات دارفور الوصول إليها، وعبر (الصيحة) يناشد نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، بصرورة النظر لقضية مرضى القلب القادمين من المناطق النائية، وإنشاء مركز للقلب يفيد إنسان الإقليم ويفتح آفاقاً للدول المجاورة له في المجال الطبي .