مروة علي تكتب: القلم وما يسطرون
مروة علي تكتب: القلم وما يسطرون
“وحدها موجودةٌ تلك اللحظات التي أمسك بها قلمي، وكل ما عداها يمضي إلى موت”.
حِين يثّقل قلبي وأنا في حالة الانهيار التام يكون هو يقظاً مثل رائحة البن، يلفُظ دمه على الورق بل يلفظني خارج ذاكِرتي ويكتُب ضَلالي، وإحساني، وفحشايَ، ومماتي لِله ربّ العالمين. قلمي يشكوني. ثم يحنو كناي هندي أحمر بعد الغزوات. فبذلك أنجو من شعورٍ لحّظي.
لكن ليس من الذّنب الذي أسرفت؛ فيه أسرفت في كل شئ، في الحديثِ عن التوبة، أسرفت في الشراب، الخيبة، الحلم، السؤال حتى غابت شمس الإجابة.
وحدث أن رأيت حياتي في المرآة الجانبية، وعبر النافذة، وفي نهاية الممرات المغلقة، وفي عيني قط هارب، وفي أحلام جدتي.
كأنّ شيئاً ما يلهو بخطاي، كأني أحمل على كتفي أزمنة ومدناً ثقيلة، وثمة ليالٍ مارست معها لعبة الموت، أنجبت منها نهارات أكثر عتمة، وأنا كنت انتظرك فجراً حاضراً!.