الخرطوم: عوضية سليمان 1نوفمبر 2022 م
الواضح جدًا أن الأبواب فتحت كلياً أمام الحزب المحلول المؤتمر الوطني ليمارس حياته الحزبية وفق مايريد.
وبعد البيات الطويل الذي كان فيه عقب ثورة ديسمبر عام 2018م، والتي أطاحت به وحلته وحظرته من التعامل بدأ يعود بقوة عقب إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2021م، حيث أصدرت المحاكم قرارات بإعادة بعض أموال قياداته كما أعيدت بعض واجهاته كالمنظمات الطوعية التي كان يديرها أفراده .
ولقد سيَّر مايسمى بالتيار الإسلامي العريض، أمس الأول، تظاهرة بالعاصمة الخرطوم والولايات رفضاً للتسوية التي تجري بين المكوِّن العسكري والمدنيين وللتدخلات الأجنبية ووصلت التظاهرة أمام مقر بعثة الأمم المتحدة احتجاجاً على وساطتها في الأزمة السودانية بين العسكرين والمدنيين.
وضم الحشد قيادات أهلية وتيارات إسلامية وشخصيات إسلامية بارزة وقوى سياسيه كانت فاعلة في النظام السابق.
متعدِّد الأغراض
يرى المحلِّل السياسي المعز حضرة، في حديثه لـ(الصيحة) أن الغرض من نزول الحزب المحلول إلى الشارع إرسال عدة رسائل، وقال: إن إجراءات 25 أكتوبر 2021م، القرارات التي أصدرها القائد البرهان، كانت تؤكد عودة كل الإسلاميين إلى الخدمة المدنية وتمكنهم منها بالكامل من تلفزيون وإعلام وبنك السودان والمالية، والشق الآخر قام به الجنرال الصامت إبراهيم جابر، بإعادة كل الأموال المحجوزة من لجنة التمكين مع فك الحسابات وأن النائب العام قام باستخدام المادة (158) من القانون وقام بحفظ كثير من الإجراءات الجنائية لمواجهة فلول النظام وأن ما حدث من تسيير مسيرات هو إكمال لما بدأوه في يوم 25 أكتوبر، مؤكداً أن البرهان يحتاج إلى إعادة تسمية لما ذكره من تصحيح مسار، لأن ما تم هو إعادة مسار النظام السابق مرة أخرى إلى السلطهة، وقال: إن البرهان يريد أن يلعب بالبيضة والحجر، ويريد أنه يدعي الحوار مع قوى الحرية والتغيير، وفي نفس الوقت يفتح الأبواب للحزب البائد، لأن خروج الإسلاميين كان بطلب من البرهان، ليؤكد للقوى الأخرى بأنهم موجودين في الشارع، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح. وأضاف قائلاً: إن الذين خرجوا ويمثلون الحزب البائد هدَّدوا بإغلاق العاصمة والقيادة العامة، وإذا كانت هنالك نيابة وسلطة في البلد لفتحت بلاغات في مواجهتهم كما فتحت بلاغات في أعضاء لجنة التمكين، وأضاف قائلاً: إن الأخطر من ذلك قولهم إن مصير فولكر، هو مصير غردون وأنهم محميون بموجب الاتفاقيات الأربعة.
قرار مفاجئ
قال القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل محمد المعتصم لـ(الصيحة): إن خروج التيار الإسلامي العريض إلى الشارع له أثر كبير جداً في المشهد السياسي السوداني ما يجعل قوى الحرية والتغيير تراجع نفسها وتقلِّل من رفع سقف المطالبة بالسلطة الانتقالية وحدها وتحكم صوت العقل في الاستجابة إلى الحوار الوطني الشامل مع كافة القوة السياسية، وأوضح أن المجتمع الدولي بخروج الإسلاميين إلى الشارع يكون قد حدَّد موقفه الآن، موضحاً أن مجلس السيادة سيأتي بقرار مفاجئ.
مؤكداً بأن عودة الإسلاميين إلى الشارع الغرض منها الحوار بين كافة الأطياف، إلا من أجرموا في حق الشعب السوداني وأن خروجهم بغرض حل الأزمة الاقتصادية.
تجاوزها الزمن
إن البلد مبنية على الديموقراطية وأن الحكم البائد المحلول بكل مؤسساته ومهاراته ومهما بذل من جهود ليخرج من قمقمه مرة أخرى إلى الشارع سوف يظل خروجه في الماضي وليس له تأثير ومستقبل هذا ما ابتدر به حديثه المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر لـ(الصيحة)، وأضاف أن التجمعات التي خرجت لم تضع لافتة للمؤتمر الوطني المحلول إنما تجمُّع مواطنين للتعبير عن الرأي. وتساءل خاطر ما هي آثار هذه التظاهرات، إنها تنبه السودانيين بأن هنالك مزيداً من العمل المهني والقانوني يجب أن يبذل لاستكمال ثوره اللاءات وشعاراتها ولم يدركوا أن ما جاء من الإسلاميين مسائل تجاوزها الزمن وأن هنالك اتجاه لبناء مستقبل الدولة، وقال: إن المسيرة التي خرجت لن تستطيع أن تؤثر في مستقبل السودان نحو مدنية الدولة، ولكنها في نفس الوقت تشير إلى أن المستقبل مفتوح للتنافس السياسي، أما المطالبة برفض التدخل الدولي فإنها مطالبة مردودة عليهم، أن الحزب البائد هو الذي جعل السودان متورِّط مع علاقاته الخارجية.
عمليه التصعيد
من جهته قال الصحفي عمار محمد آدم: إن التيار الإسلامي العريض عبَّر عن مسيرته الوطنية بقوة ويستطيع أن يحدث التوازن المطلوب في المشهد السياسي متجاوزاً الإحساس بالفشل جراء سقوط الإنقاذ، مشيراً إلى أن الثقة بالنفس التي اكتسبها الإسلام السياسي من خلال مسيرته عبر التاريخ السياسي تحفز الكثير بالالتحاق به في مقبل الأيام من خلال عمليات التصعيد التي ينوي القيام بها، وأشار إلى أن المسيرة كانت في إطار التنافس السياسي ومطالبهم مشروعة في حكومة كفاءات خالية من المحاصصات الحزبيه خلال الفترة الانتقالية ومن أجل حفظ البلاد وحفظ هيبتها وحفظ أمنها وتحقيق هيبة وسيادة القانون ولا يطعنون في سير العدالة والقضاء ويصبون جام غضبهم على السفارات والعملاء التي تنتهك السيادة الوطنية وكرامة الأمة السودانية وهذا حقهم كفله له القانون .
وقال: إن الإسلاميين موضوعهم الدين وخوفاً من أن تستغل بعض الجهات الفترة الانتقاليه للطعن في الدين والتقليل من مكانته والعمل على فصل الدين عن الدولة في بلد يدين أهله بالإسلام، مشيراً إلى أن أكبر الأحزاب السودانية مثل الحزب الاتحادي الأصل وحزب الأمة والإسلاميون والتيار الإسلامي العريض يستندون على الدين.