29 اكتوبر 2022م …
شاهدت مُحتجين قرأوا عريضة على
مسؤول ثم سلموها له…
قال أحدهم لم يك ذلك ممكناً بزمن
البشير…
إذن ما ذهب إليه المراسل كونبال الثورة…
جزء مهم من الحياة اليومية لكن ليتها…
غيّرت المفاهيم لغدٍ أفضل، وثّاب…
لواقع يتجاوز الأزمة، لا يُعقِّدها لأن
الثورة…
ليس كفاية إنها جزء من يومياتنا…
إنما تمضي للبناء والتغيير الحقيقي…
فصعب إهمال مطالبها أو تجاهلها…
بتوفير حياة كريمة بمعاش الناس…
وبإحداث نقلة بقطاعات الإنتاج…
وتقديم خبرات تفهم في تطويرها…
لا تتدافع بهوى ونزق للسلطة…
ولا تهتف بشعارات وتأتي بنقيضها…
لا تخدع الشعب، وتعمل بالظلام…
الثورة التي لا تُغيِّر المفاهيم والقديم..
والتي ترجع بنا للوراء، وتقودنا للأسوأ..
وتفرغ القيم والمثل، وتقذف بها في سلة المهملات…
تصبح يومياً بوجه، وتسفر عن وجوه
عدة كالحة، وقبيحة…
تلك ردة وخيبة أمل وسقوط شنيع…
اختلال هذه المُعادلة يعقدها كثيراً…
لو عادت بنا الأيام هل نقبل بما حدث…
وما زلنا نمضي بذات الطريق بلا هدي..
ما هممنا بمن سقطوا لأجل شعارات
روّجنا لها زمناً طويلاً…
ولا اكترثنا لما حدث للنزيف الحادث…
ولا فكّرنا بشباب غبروا أرجلهم بأسوأ
الظروف، وبلّوا الريق هتافا…
نعم تغيّر الوضع بعد سقوط الإنقاذ…
يمكن للشخص التعبير عن رأيه بلا
حِجر ولا وصاية…
ويتظاهر دونما يتم اعتقاله طالما لم
يستخدم العُنف…
لكن هذا غير كاف، فالشعب لم يخرج
لهذا فقط…
فأمانيه حكومة مدنية بكفاءات لا
علاقة لها بالأحزاب…
وتنفيذ خطة بالفترة الانتقالية تضمن
الوصول للانتخابات…
المطلوب وقف التردي، ليس الإنجاز…
كان بالإمكان تقديم أفكار جيدة تنفذ
بيسر وهدوء…
الأفكار هذه متعارف عليها لا تحتاج
كثير عناء…
ركيزتها تماسك النسيج الاجتماعي…
ووضع خُطة تضمن الاستقرار الأمني
والاقتصادي والسياسي…
والعمل على معالجة المرارات والسعي
لكبح جماح التفلُّت…
ومُتابعة إنفاذ العَدَالة الانتقالية بميزان
غير مُختل…
وتكوين برلمان يشرع، ويُراقب، ويقوم
الخلل والأخطاء…
وتعيين نائب عام ورئيس قضاء لإنفاذ
روح العدالة…
وإنشاء المفوضيات لأداء دورها…
وتشكيل محكمة دستورية وتسريح
أو دمج الحركات المسلحة…
فيكون لنا جيشٌ واحد الهوى، والهوية
ولاؤه فقط للوطن…
ما يقودنا لإقامة انتخابات شفّافة…
خيارها نحترمه، نتواضع له ونحميه
نعض عليه بالنواجذ…
مضينا للأسوأ، الشواهد كثيرة جداً…
النزيف بمناحي الوطن مُخيفٌ ونذره
تداعياتها أشد…
غياب الأمن ينبئ عن الرعب… ساسة، قلب بعضهم على بعض ظهر المجن، لا ثوابت…
شهوة السلطة دفعتهم لرمي شعارات
الثورة بقارعة الطريق…
ووجوههم أقنعتهم تتبدّل بكل ليلة..
لقد بذل الشباب ما بوسعهم لفرض
واقع ينقلنا للأفضل…
لتطبيق شعارات الثورة فعلاً لا قولاً
بسودان لا يعرف الضغينة…
ينهض من وهدته، يعود فتياً يقودُ، لا يُقادُ…