الأمم المتحدة: تعرض قوة حفظ السلام بـ”أبيي” لـ(7) هجمات
الأمم المتحدة: تعرض قوة حفظ السلام بـ”أبيي” لـ(7) هجمات
الصيحة- وكالات
رحبت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لأفريقيا، مارثا أما أكيا بوبي، “بالاهتمام الدبلوماسي” الكبير الذي توليه الأطراف والجهات الفاعلة الإقليمية لقضية أبيي، وشجعت جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المجتمع الدولي، على “مواصلة الدعم للجهود الجارية”.
نقص الثقة
وكشفت مارثا خلال إحاطة قدمتها لمجلس الأمن عن الانخراط المُتجدِّد في العملية السياسية لحل قضية أبيي والنزاع الحدودي بين السودان وجنوب السودان، مشيرةً إلى أنّ هذا التقدُّم لم ينعكس بعد على حياة وحقوق الناس الذين يعيشون هناك. وأعربت عن تشجيعها للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع بين مسؤولين سُودانيين وجنوب سودانيين لتعزيز التعاون المُشترك بشأن القضايا المتعلقة بالوضع النهائي لأبيي واستعداد الطرفين لاستئناف اجتماعات لجنة الرقابة المشتركة، التي لم تجتمع منذ عام 2017. وقالت مساعدة الأمين العام، على الرغم من أنّ الوضع في المنطقة الإدارية ظل هادئاً في الغالب، إلا أن هناك بعض التحول في ديناميكيات الصراع التي شوهدت في السنوات الماضية. وعلى الرغم من استمرار نقص الثقة بين مجتمعات المسيرية والدينكا، فقد انخفض العنف بين المجتمعين إلى حد ما خلال عام 2022. وقالت إن “يونسفا” كثفت دورياتها في المنطقة لردع العنف، على الرغم من التحديات في التنقل بسبب الفيضانات خلال موسم الأمطار. كما وفّرت الحماية للنازحين، وقدّمت الخدمات الطبية للجرحى. وأكدت أن البعثة تتواصل مع السُّلطات المحلية وقادة المجتمع لاستعادة الهدوء وتوفير بيئة آمنة للعائلات النازحة للعودة إلى ديارها. وأشارت مارثا إلى أن الاشتباكات بين المجتمعين اُستؤنفت في أواخر سبتمبر بعد فترة هدوء خلال موسم الأمطار. وأضافت: “من المحتمل أن ينذر هذا التطور المقلق بمزيد من العنف خلال موسم الجفاف المقبل مع تحسن ظروف التنقل. وفي هذا الصدد، حافظت يونسفا، بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، على اتصال وثيق مع حكومة جنوب السودان لدعم جهود الوساطة والخطط لعقد مؤتمر سلام تيسره حكومة جنوب السودان”. كما أعربت مساعدة الأمين العام عن قلقها بشكل خاص إزاء الهجمات والتهديدات ضد أفراد حفظ السلام التابعين للبعثة وموظفيها والمتعاقدين معها، بما في ذلك سبع هجمات على حفظ السلام خلال الفترة المشمولة بالتقرير ومظاهرة للمطالبة بإبعاد موظفين من الدينكا تويج وبعض الموظفين الدوليين من مقر البعثة. وشددت على أن سلامة وأمن حفظة السلام والموظفين والمتعاقدين هي أولوية قصوى، وحثت حكومة جنوب السودان على مواصلة التعامل مع المجتمع المحلي لضمان عدم تكرار مثل هذه التهديدات.
تحديات داخلية
من جانبها، قالت المبعوثة الخاصة للأمين العام للقرن الأفريقي هنا سيروا تيتيه إن السودان وجنوب السودان ما زالا يتمتعان بتحسن العلاقات والزيارات رفيعة المستوى، لكنها شددت على أن أولوية كل بلد “يبدو أنها تركز على التحديات الداخلية”. وأشارت إلى أن الأطراف في السودان لم تتفق بعد على المسار لاستعادة الانتقال الديمقراطي بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، في حين استمرت حالة الجمود في المحادثات بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. أما بالنسبة لجنوب السودان، فقالت إن البلاد شهدت بعض التقدم في عملية السلام، حيث تم تخريج القوات الموحدة الضرورية مؤخراً في 30 أغسطس، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من إكمال تدريبهم. وقالت تيتيه: “كان التقدم في تحسين العلاقات الثنائية بين السودان وجنوب السودان إيجابياً ونعتقد أنه سيكون له تأثير استقرار في النزاع بين البلدين. ومع ذلك، لا يمكن فصل الالتزام المتجدد فيما يتعلق بتنفيذ الترتيبات الانتقالية وحل النزاع حول الوضع النهائي لأبيي عن الأوضاع الداخلية الهشة في كلا البلدين”.
خفض التوتر
ومن جانبه، قال السفير السوداني الحارث إدريس، إنّ بلاده لا ترى بديلاً للتقيد والتمسك وتنفيذ بنود المرجعيات السياسية والقانونية التي تؤطر وتحكم الوضع الحالي في أبيي والمدعومة من قِبل الشرعية الأممية الدولية. وأكد التزام واستعداد السودان لإنشاء الآليات الإدارية والأمنية المؤقتة المنصوص عليها في اتفاق 20 يونيو 2011 الموقع من الطرفين، وتقيده بترسيم الحدود في المنطقة. وشدد على أنه لا مجال لحل قضية أبيي إلا باتفاق بين الدولتين يُحظى بقبول المكونات الاجتماعية وأصحاب المصلحة. وعبّر إدريس عن القلق من الأحداث التي تقع في نطاق المنطقة مثل تلك التي أدت إلى سحب فريق الآلية المشتركة لمراقبة الحدود من بعض المواقع وإغلاقها، بالإضافة إلى التوترات والاشتباكات القبلية بين مجتمعي نقوك وتويج. وقال: “يدعو السودان إلى نزع فتيل التصعيد وخفض التوتر بالمنطقة، والامتناع عن القيام بأية أعمال قد تهدد الاستقرار في المنطقة وتؤثر على عمل بعثة يونسفا، ونشدد على ضرورة أن تكون أبيي منطقة خالية من مظاهر الوجود المسلح في المنطقة العازلة شمال وجنوب الخط الصفري، وذلك وفقاً للاتفاقات الموقعة بين البلدين”.
وقال السفير السوداني، إن بلاده لن تدخر جهداً لتمكين “يونسفا” من القيام بدورها على النحو المنصوص عليه في قرارات المجلس، ورحب بتوصية الأمين العام في التجديد للبعثة لمدة عام حتى 15 نوفمبر 2023. وجدّد إدريس، التزام حكومة السودان بتعزيز التعاون مع حكومة جنوب السودان بهدف تعزيز عمل الآلية السياسية والأمنية المشتركة واللجنة الإشرافية المشتركة في أبيي، فضلاً عن حرصه على إنشاء الآليات المشتركة بين البلدين، استناداً إلى البنود المُوقّعة بين الجانبين، وبما يفضي للتوصل إلى حل لقضايا الوضع النهائي في أبيي وفقاً للمرجعيات المُتّفق عليها.