نيرتتي- حسن حامد
بدأت بمدينة نيرتتي حاضرة محلية غرب جبل مرة بولاية وسط دارفور فعاليات الدورة التدريبية الثالثة في مجال تعزيز ثقافة السلام ونبذ خطاب الكراهية التي أقامتها منظمة (الناس للناس) بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية باستهداف عدد (٣٥) مشاركاً، يمثلون قطاعات المجتمع بولايات دارفور الخمس ولمدة خمسة أيام.
وأعرب مدير منظمة (الناس للناس) د. أديب عبدالرحمن يوسف، عن شكره وتقديره للداعمين للورشة والمشاركين فيها الورشة.
أرض الواقع
وأكد أديب، سعيهم لإنزال هذه الورش على أرض الواقع بالمحليات والقرى.وقال: إن السودان يعيش وضعاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً معقد للغاية، أنتج آثار سالبة سواءً أكان في الحروب الأهلية القائمة أو على مستوى التشظي الاجتماعي أو ارتفاع الأسعار وغيرها، (لذلك ليس هناك خيار للسلام إلا السلام، وكلنا سنسعى إلى تحقيق السلام العادل ونبذ خطاب الكراهية). وقال إن مشروعات الاستقرار والتعايش تحتاج لعمل جماعي من أجل تحقيقه في دارفور والسودان عموماً. وأضاف أن السلام يحتاج لرؤية متكاملة وفقاً لثلاث حقائق، أولها: لا سعادة لأحد على حساب شقاء الآخرين. وثانيها: السلام لن يكون اسماً على مسمى، ما لم يكن قائم على العدل والحقيقة. وثالثها: السلام لا يمكن أن يحقق بالهروب منه أو التعالي عليه، لذلك هذه الثلاث نقاط تحتاج منا مخاطبتها بجرأة ووضوع وشجاعة وصفاء ضمير.
العدالة الانتقالية
وأضاف أديب: إن منظمة (الناس للناس) هي وليدة، لكنها نفذت العديد من الورش بدارفور والخرطوم حول العدالة الانتقالية ونبذ خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة السلام والسعى لتطوير أنموذج سوداني حول العدالة الانتقالية والتشاور في المشروعات الخاصة بها.
معقَّدة ومكلِّفة
بينما وصف المدير التنفيذي لمحلية غرب جبل مرة، حسبو أحمد حسين، الورشة بالمهمة، وقال: إن عملية السلام معقَّدة ومكلِّفة تحتاج إلى وقت وعقول نيِّرة حتى يكون هناك سلام محسوس على الأرض. وأثنى حسبو، على جهود المنظمات التي ظلت تقدِّم الخدمات لمواطن المحلية، مشيراً إلى أن محليته قطعت شوطاً كبيراً في السلام الاجتماعي ونبذ خطاب الكراهية، وتابع: (نحن على مستوى السودان نعيش وضعاً صعباً جداً وتراجعت المفاهيم بصورة كبيرة جداً).وقال: إن منظمة (الناس للناس) ابتكرت وسيلة جديدة للسلام والتعايش بمثل هذه الورش وإشراك المجتمع في ذلك.وأضاف: إن المواطن يعاني كثيراً في المجالات شتى، وقال إنهم كمحلية ولجان السلم والمصالحة والمجتمع جلسوا واتفقوا أن لا بديل للسلام إلا السلام، وأن الرعي والزراعة والخدمات لكل الناس، مشيراً إلى انعقاد العديد من المؤتمرات بعيداً عن الحكومة والإعلام، وكانت لها نتائج واضحة على الأرض، آملاً نقل التجربة لبقية محليات الولاية والولايات الأخرى. وطالب الجميع باتخاذ الحوار وسيلة لحل المشكلات، ولابد من التنازل من أجل الوطن، وحتى يعم السلام ربوع دارفور والسودان عموماً.ونادى بضرورة إنزال ما تخرج به الورشة من توصيات لأرض الواقع خدمة لمشروع السلام وتعزيزها والتصدي لخطابات الجهوية والكراهية.
مهمة للغاية
إلى ذلك قال الرشيد أحمد عيسى، عمدة نيرتتي: إن الورشة مهمة للغاية لإزالة آثار الحرب العالقة في نفوس المواطنين، كالشعور بالظلم والقهر والانتهاكات التي يشعر بها الإنسان خلال فترة ما بعد الحرب، وتؤثر في مسيرة حياته، مما تشكِّل أرضية خصبة للكراهية بين مكوِّنات المجتمع المختلفة.وأضاف الرشيد: إن الشارع السودان وفي الآونة الأخيرة شهد تنامياً لخطابات الكراهية التي ساعدت في نشرها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت سلاح ذو حدين، خاصة في المناطق ذات الهشاشة الأمنية كدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. وتوقع أن تضع الورشة حلولاً لخطاب الكراهية والإسهام في تعزيز السلام الاجتماعي، مشيراً إلى أن مستوى الوعي بمحلية نيرتتي كان نتاج لجهد تم في هذه المحلية التي نبذ أهلها خطاب الكراهية والجهوية.