د. كمال الشريف يكتب : قانونياً فولكر بمجلسي الهلال والمريخ
28 أكتوبر 2022 م
(كتابات شتاء حار دافئ مثلج)
الاعوام التي تمايلت فيها قوات حفظ السلام في السودان في شرقه وغربه وجنوبه بمسميات مختلفة، اجتهد فيها اهل الانقاذ على ان تبقى في مناطق تجارة صراعاتهم المختلفة حتى تزداد الشركات والاستثمارات والدراسات وتمويل المشاريع هناك أو هنالك، وإعادة توطين وفتح معسكرات …الخ.
ما كتبه اهل الانقاذ بمعاونيه في ان الحرب بأقاليم السودان قد تقود الى حروبات أهلية أخطر من التي حدثت في انحاء افريقيا المختلفة وامريكا اللاتينية.
واختشى رجالات السياسة والاقتصاد والمال والحرب وقتها من تسمية تحت البند السابع، وكحالهم في كل وقت انتزعوا مسميات لبقاءات دولية في مناطق الدمار والحرب والاستثمار والثراء تحت لوائح الاتحاد الافريقي اليوناميد …الخ. الأفرع التي مثلت أو إقامة البند السابع في دارفور ولها حق مد المظلة لكل أنحاء البلاد، (نعم الطواقي الزرقاء لها الحق في ذلك)، وهذا ما وضعنا فيه بعض التجار فقط.
وجاءت ثورة الاولاد وليست الأحزاب، وأخذت حق والديها في الصياح وفي الهتاف وفي النياح والاستشهاد وانتصرت في نزع نصر لها. شهدته منظمات الدول وكرّمته، ومنهم أكبرها الأمم المتحدة وشريك خدمتها الأقوى مجلس الأمن وزعيمة الاحتواءات أمريكا ومن بعدها.
استمر جدال معارك نصر الأولاد بضرورة وقف نزيف طلباتهم التي بدأت تهد قصورا لرأسمالية السياسة العالمية والحلفاء من الداخل،
وكانت مشكلة الحلفاء في الداخل كانوا يبحثون عن زعيم جديد يلملم اطرافهم مع الداخل الا قليلاً ومع الخارج بأكبر كثيرا، بمعنى رجل يحمونه داخلاً ويحميهم خارجاً.
ونسي الرجال البلهاء أن مجتمعا آخر تبنى ثورة الأولاد. وجاء حمدوك موظف الأمم المتحدة حتى يمسك الحكم والتنفيذ في السودان، وقتها قال امين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتريش ان لنا زميلاً سابقاً في الأمم المتحدة أصبح رئيساً لدولة.
ودخل الرجل في نزاعات جديدة ما بين وجود دولي يشاركه في تأسيس سلطة مدنية وسياسية شاملة. يقود البلاد لانتخابات بعد ان وجد كل البنية التحتية قد انهارت تماما، وهو لم يعلم ان اهل الحكم السابق كانوا يؤسسون لينهار ويعاد البناء من جديد، بيزنس يعني.
وبعد مشاكس ومشاكسات
لن نقبل تدخلا دوليا، لا نخضع لبند سابع، لن تحمينا الأمم المتحدة، وكل الهتافات القديمة تعود من جديد.
ووضع الرجل بعثة دولية
تحت البند السادس، وهذا بند أخطر من السابع، يسمح للبعثة بالتدخل في كل أرجاء البلاد واركانها، بدءا من السياسة والامن، مروراً بالوضع الوظيفي والنقابي والاجتماعي في الدولة، وله حق التدخل في كل العمل المؤسسي بالبلاد.
هذا هو البند السادس الذي أُقحم فيه البلاد بذكاء حاد حمدوك، وهو بند خاص أولاً بالعمل المؤسسي ومن بعدها ينتقل بعد قبول المنظمة مسميات الرفض المختلفة للعسكريين بأن ندخل البند السابع ونحن أساساً عليه اشرافاً واخضعنا السياسة حتى تتنازل المنظمة عن السابع.
ومن حق فولكر ان يشارك السوباط عضوية مجلس الهلال، وأيضاً ينازع سوداكال وآخرين عضويات المريخ.
وللمعلوميات الكبيرة التي اخذت في التدريج لتشتيت افكار ومشاريع فولكر في السودان محاولات أمريكا مثلا بنقل الكرة إلى ملعب آخر بمجئ سفيرها الذي تجوّل في كل مجالس المدينة وصرح بأن البرهان ذهب إلى أمريكا وعاد كما لم يذهب.
وهنا يتدخل من جديد الانقلابيون بذهاب جبريلهم إلى أمريكا ليجتمع مع البنك الدولي الذي دفعت له أمريكا عن طريق التجسير مليار دولار، ليعاود نشاطه مع السودان في حلول جديدة من خطط لإعادة أو لاعفاء الديون ولقروض جديدة،
وكان امريكا بسفيرها الموجود في مقابر حمد النيل قد مد لسانه للانقلاب بأن ذهابهم الى هناك لتلقي المزيد من الصفعات غير المهذبة، ويختلف ويكبر دور فولكر من كل فترة لاخرى، وهذه هي خباثة الحمداكة الذين رفعوا شعار المجتمع الدولي ولم يرفعوا شعارات لامريكا او لاخره.
ويحمل الرجل فولكر في ملفاته ما يزيد عن قانونية إعادة هيكلة أو إعفاء أو جدولة جديدة للبلاد تصل إلى حفرة عمقها ٦٠ مليار دولار، زادها الانقلاب عبئا جديدا على المطالبين بزيادة الاجور في البلاد.
اذن يبقى فولكر هو الجزء الأكبر من حلالي المحن.