عرمان وحديثه عن تحالف الانتخابات.. “آخر العلاج الكي”
عرمان وحديثه عن تحالف الانتخابات.. “آخر العلاج الكي”
الخرطوم- الطيب محمد خير
قفز رئيس الحركة الشعبية شمال التيار الثوري الديموقراطي ياسر عرمان، على الفترة الانتقالية بكل تعقيداتها بالحديث عن الانتخابات وتجميع قوى الثورة في قائمة موحدة لخوض المشهد الانتخابي كأفضل وسيلة لصعود قوى الثورة للحكم واستمراريتها للمحافظة على النظام الديموقراطي.
وجزم عرمان في تغريدة له على “تويتر” قائلاً: إن واجب المرحلة يتطلب من القوى السياسية تشكيل تحالفات قوية لإقامة جبهة مدنية لاستدامة الحكم المدني وتوطين الديموقراطية والمنافسة في أي انتخابات في قائمة موحَّدة لقوى الثورة وهزيمة القوى المضادة.
ومعروف أن قانون الانتخابات لايمنع الأحزاب السياسية من بناء تحالفات تمكنها من خوض الانتخابات للفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان للحصول على منصب رئيس الحكومة، لكن السؤال في حال قيام هذه التحالفات ما الكيفية التي سيتم بها اختيار المرشحين، هل سيعتمد على الكفاءات وأصحاب الخبرة والسيرة الحسنة أم سيخضع للحسابات الحزبية والأوزان، أم ستكون هذه التكتلات قائمة على طريقة الانسحاب وإخلاء الدوائر؟ على غرار ماحدث في انتخابات الديموقراطية الثالثة عندما تكتلت الأحزاب بمرشح واحد في مواجهة زعيم الجبهة الإسلامية د. حسن الترابي، في دائرة الصحافة، وهو ذات النهج الذي اتبعه المؤتمر الوطني مع حلفائه في الانتخابات التي نظمها خلال فترة حكمه، حيث تم سحب ياسر عرمان كمرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان لمنصب الرئيس في انتخابات مارس 2010م، في صفقة مع المؤتمر الوطني شريكها في الحكم لإفساح المجال لمرشحه عمر البشير، الذي شكَّل له عرمان منافسة قوية، واكتفت الحركة بعده تفاهمات كشف عنها نائب رئيسها د. رياك مشار، في حينها اكتفت بخوض الانتخابات العامة في 11 ولاية شمالية ومقاطعتها في ولايات دارفور الثلاث.
وقال القيادي بحزب الأمة القومي عبد الجليل الباشا، لـ(الصيحة): حتى الآن لايوجد أي اتفاق على ما طرحه عرمان الذي قدَّم رؤى وهي موضوعية بأن تتحالف قوى الثورة في قائمة انتخابية موحَّدة في مواجهة القوى المضادة للثورة ومن حق أي جهة تقديم رؤيتها حول عملية الانتخابات، لكن حديثه في هذا التوقيت سابق لأوانه .
وأشار الباشا إلى أن الجميع في الوقت الحالي مهموم بقضية إنهاء الانقلاب أن تستمر الفترة الانتقالية وتصل لغايتها وأهدافها لتحقيق تحوُّل ديموقراطي من خلال توفير مطلوبات الانتخابات من قانون وتوزيع للدوائر الانتخابية، كل هذه يفترض تأمينها بعدها نأتي للحديث عن الانتخابات وكيفية خوضها وبالتأكيد ستكون هناك تحالفات بين القوى السياسية تتحكم فيها الظروف في وقتها، لكن حديث عرمان عن التحالفات وارد ومتوقع الحدوث.
وعن إمكانية دخول حزبهم في تحالفات لخوض الانتخابات، قال: مؤسسات الحزب هي التي تقرر الكيفية التي سيتم بها خوض الانتخابات عبر تحالفات أم منفرد وبأي برنامج سيخوض أن هو قرر خوضها عبر تحالفات هذه قضايا لم يحن أوانها لتطرح على طاولة النقاش لمؤسسات الحزب لتفصل فيها، وهي الآن تعمل متضامنة في خط الحزب لإنهاء الانقلاب وتأمين المرحلة الانتقالية وقيام الانتخابات في بيئة سياسية معافاة تماماً لضمان حريتها ونزاهتها، وقد تكون هناك تحالفات حسب البرامج الانتخابية المطروحة، لكن هذه النقطة لم يحن موعد القرار فيها وسابقة لأوانها.
وقال المحلِّل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري د. عمر عبد العزيز، لـ(الصيحة): إن حديث عرمان مؤشر على اكتمال فصول التسوية بين المكوِّن العسكري وقوى الحرية والتغيير ومفارقتها لمحطة اللاءات الثلاث، وتوجهت بكلياتها لمحطة مناقشة قضايا ما بعد المرحلة الانتقالية وكيفية إدارة الانتخابات، وأيضاً هذا الحديث يؤكد تأييد عرمان للتسوية رغم محاولة إنكاره بمعارضتها.
وأشار د. عمر إلى أن عرمان من حديثه يريد تأمين موقفه في مرحلة مابعد الانتخابات من خلال الالتصاق بالقوى السياسية الكبيرة وجرها للدخول معه في تحالفات لخوض الانتخابات، لأن اليسار وعرمان جزء منه غير مراهن على خوض الانتخابات منفرداً وبالتالي بدأ في الترتيب لإيجاد حلفاء له، لأن اليسار لا يرغب في خوض الانتخابات بمسمياته الحزبية، وبالتالي يحاول الدخول في تكتلات مع القوى التي لها شعبية وهي التي يسميها قوى الثورة.