إبراهيم حافظ يكتب: جلسة مع وفد الماضي
بعد جلوسي مع بعض الوفد المسافر والذي جاء ليمثل الماضي الجميل على حد ذِكرهم استوحيت الآتي:
ستعرف بعد سنين طويلة من الارتطام بمختلف أصناف البشرية وشخصياتها المتنوعة
من هو الوفي والمخلص،
من الذي لم تغيره الظروف رغم بعد المسافات وانقطاع الأخبار!
فبالرغم من المشيب الذي نال من بعضهم وأثر الحياة التي بدت في ملامحهم إلا أن قصة مسحوبة من الماضي يتذاكرونها تعيد شبابهم يجرونها جراً إلى أفواههم والنوستالجيا (الحنين إلى الماضى) تظهر في ملامحهم كظهور الشمس صباحاً والضحكة تعلو والحكمة الناتجة من الخبرة أيضاً تعلو معها.
تترامى المواقف أمامهم
فكلهم يلقى وكلهم يلتقط رذاذاً غابشاً من تلكم الذكريات.
البعض تخذله الذاكرة والأخر تنقذه غمامة منها
والأجمل من هذا كله:
أن تكون شاهداً على اخضرار زهرة شبابهم أمام رؤياك بعد أن ذبلت لسنين.
ترى التواضع في حديثهم معك رغم الفارق المهول في السن,
ذاك يسأل وذاك يستمع إليك رغم عدم حاجته لرأيك…
فلذلك كلما أويت إلى كبيرٍ في العمر أخذت منهم زاداً يعينني على ما تبقى لي من عمر وهو حقاً أجمل ما في هذه الحياة أن تتزود من حكمة مُعَمر…