مروة علي تكتب: رسالة إلى قارئها…
مروة علي تكتب: رسالة إلى قارئها…
أتظُن أَني عالقةٌ بِك إلى الآن؟ بِربّك! كفاكَ خُبثاً، أتعلم أمراً، نظراتُك لم تعُد تُؤذِيني، وحتى أحلامُك لم تَعُد تُطارِدُني، حتى أَنَّني لم أعُد غبيةً كما كُنت تظُن وما أظُّن ذلك. بل إِنه لمْ يكنْ غبَاءً فقد كنْت عالِقةٌ بك وهَذا يتطلَّبُ الغَباء والكثِيرُ من البَلاهه، والتلعثم في الكلَام، وإخْتِلاج أضلُعي حِين أراَك، حتى أَنني أذّكُر كنتُ أشتاقُك حَد الُبكاء حَد الجِنون.
الآن بحَجم إشتِياقك أنا لا أشتاقُك، بحَجم اهتمَامُك، أنا لا ألحَظْ وجُودَك. بحَجم الكلام الذّي تحِكيه عيْناك أنا لا أراك، وبِحَجم حبك أنا أكْرهُك حَدْ القَرفْ.
كنت أبحّثُ عن السَعادَة معك ولَم أجِدُها لأنها كانَت بعِيدة تماماً عنك، كانَت عِند الضِّفةُ الأُخرَى تنتظِرني هُناك… الآن أنا سعِيدةٌ لأنّ السعادَة ليست في معيِتكَ، ولا قُربكَ، ولا كما كُنا نعَتقِد.
وجَدتُ السَّعادة في نَقاءِ إِحساسِه، وصِدقَه، في بساطَتِه، في صَفاءِ دواخِله، في حُبه العَميِق، في أسلوبه المرح، في كل شئٍ ليس لَديكَ صِلةٌ به. إِنه “موسيقاي” وأنا “فراشته”، يَنسابُ كلحنٍ سِرّي يتغلّغلُ في أعماقي.
سعَادتي كانَت في تِلك الأحاسِيس التي لا يَسْتطيع أياً كَان أن يُوصِلك إِياها، سعَادتي كانتْ في اختِباري لتِلكَ الأحاسِيس النبيلة، واكتشَافي لمشَاعري الدّفِينة المخبئة تحْت التعوُد عَليك. وأنت ظننته حُباً وما أظن ذلك.
ليسَ كُل الظَنّ إِثمْ….