عبد الله مسار يكتب: زعماء من بلادي الدكتور عمر نور الدائم
27 اكتوبر 2022م
هو الدكتور عمر محمد نور الدائم الفكي إدريس (أبو البتول أو أبو التومة) شيخ العرب.
وُلد في قرية مشتاي بالقرب من نعيمة مركز نظارة الحسانية في عام 1934م. والدته الحاجة الحرم حاج محمد هباني ناظر الحسانية، وربته خالته التومة حاج محمد هباني بعد وفاة والدته، وجدته لوالده هي فاطمة بنت عبد المحمود المحسية، وخاله الناظر إدريس هباني.
علاقة اسرته بالمهدية كانت باكراً، حيث إنّ جده الفكي إدريس هاجر على رأس مائتين من أسرته لمبايعة المهدي في قدير بكردفان.
جدته آمنة بنت السراج أم الفكي إدريس وأخوها موسى أول شهداء المهدية في ود شلعي، واسرت ابنتها البتول
واُستشهد جده الفكي إدريس (تمساح الجواد) عند اعتراضه حملة أبو السعود المتجهة إلى الجزيرة أبا ومنها إلى الأبيض.
هاجرت جدته عنز العفو وأختها فاطمة مع والدهما (تبيرة عقيد خيالة الكواهلة) إلى الحبشة للانضمام لحملة الزاكي طمل، حيث وصي بهما قبل وفاته في فندر ثمانية من رجال الكواهلة وأربعة من الزغاوة لإرجاعهما إلى ديار الحسانية.
إذن، عمر نور الدائم زعيم وأنصارى، ورث ذلك أباً عن جد، وهو قائد ورث المجد والكرم والعلم والجهاد من أسرة أمه وأبيه.
درس عمر نور القرآن الكريم على يد الشيخ صديق العجب في قرية نعيمة، ثم درس الأولية والوسطى في نعيمة، والثانوي بحنتوب، والزراعة في جامعة الخرطوم وبعد تخرجه في عام 1957م عمل مفتش زراعة في مشروع الدالي بولاية سنار، ثم اُبتعث إلى ألمانيا جامعة قوتنقن وحصل على الماجستير والدكتوراه في الزراعة الآلية عام 1963م، ثم عاد للسودان وعمل في مشروع خشم القربة (حلفا الجديدة)، وهو مؤسس مشروع (حلفا الجديدة).
جمعت بين الدكتور عمر نور الدائم والسيد الصادق المهدي الصداقة عندما كانا طالبين في جامعة الخرطوم، حيث كان عمر في كلية الزراعة والسيد الصادق في كليه العلوم لعام ومنها ذهب إلى لندن للدراسة في أوكسفورد.
ترك الدكتور عمر نور الدائم الوظيفة وانتقل إلى العمل السياسي في حزب الأمة، واشترك في قيادة الجبهة الوطنية المعارضة لنظام الفريق عبود حتى أكتوبر 1964، بجانب السيد الصادق المهدي، في ديسمبر 1964م ترك الوظيفة وانتخب مساعداً للسكرتير العام للانتخابات والأقاليم في حزب الأمة، واُختير وزيراً للزراعة في عام 1965م بحكومة السيد الصادق المهدي الأولى، ثم قامت ثورة مايو 1969م واشترك الدكتور عمر نور الدائم في المُعارضة تحت مظلة الجبهة الوطنية وقضى ثماني سنوات خارج السودان، ذهب إلى ليبيا وغيرها وعاد إلى السودان بعد المصالحة في عام 1977م.
بعد سقوط مايو في 1985م وبعد الانتقالية، انتخب في عام 1986م نائباً في البرلمان، واُختير وزيراً للزراعة، ثم في عام 1988م اُختير وزيراً للمالية حتى قيام الإنقاذ في يونيو 1989م، وبعد انقلاب الإنقاذ أَدخل السجن، وفي منتصف التسعينيات سمح له بالسفر إلى لندن للعلاج، ثم من هناك انطلق لقيادة المعارضة مع آخرين وأسسوا التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة السيد محمد عثمان الميرغني، وقضى نور الدائم زمناً في لندن وأسمرا والقاهرة. وفي 6 أبريل 2000م وبعد توقيع اتفاق جبيوتي بين حزب الأمة والحكومة عاد إلى الخرطوم على رأس وفد المقدمة.
اُنتخب الدكتور عمر نائباً لرئيس الحزب في مؤتمر الحزب في أبريل 2003م، شغل الدكتور عمر مواقع عدة في حزب الأمة، منها مساعد سكرتير الحزب لشؤون الانتخابات والأقاليم في عام 1964م، ثم نائب أمين عام أمانات الحزب من 1986م حتى أغسطس 2000م، ثم نائب أول رئيس الحزب من 2000م إلى 2003م، ثم نائب رئيس الحزب من 2004م حتى وفاته في رمضان عام 1424 هجرية.
واُنتخب الدكتور عمر نور الدائم مرتين نائباً في البرلمان عن دائرة ام رمتة (ود نمر) النيل الأبيض 1964م و1986م.
عُرف الدكتور أنه شيخ عرب ومن أكرم الرجال وسمح الخصال والمعاملة، بل كان ود بلد، نكتب عن مواقف د. عمر نور الدائم الإنسان والزعيم والقائد والمجاهد في المقال القادم.