الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني شريف محمد عثمان لـ(الصيحة) : ما يجري الآن لا يمكن وصفه بالتسوية أو مصالحة، بل هو عملية سياسية
حوار : نجدة بشارة 23 أكتوبر 2022م
الحزب الشيوعي ظل منذ الانقلاب مع قوى الردة يقدِّم خطابات متطرِّفة مليئة بالمزايدات والتخوين
الرؤية السياسية لن تمنع الحراك الجماهيري من الوصول إلى مبتغاه
قراءتكم للرؤية السياسية المطروحة من قبل الحرية والتغيير مؤخراً لإنهاء حالة الانقلاب بالبلاد؟
أرى أن الحرية والتغيير طرحت رؤية متكاملة لإنهاء الانقلاب واستعادة مسار التحوُّل الديموقراطي متضمِّنة القضايا الرئيسة التي طرحت في وقت سابق في خارطة الطريق، تقدِّم أنموذجاً جديداً
للحل السياسي للخروج من الأزمة التي استمرت لمدة عام منذ 25 أكتوبر الماضي، وهو بالتأكيد ما تتطلع إليه الحرية والتغيير، والرؤية تضمَّنت أن يفضي إلى سلطة مدنية كاملة ومجلس سيادة كامل مدني، ورئيس وزراء، وجيش مهني ووطني واحد، (لاسيما وأن السودانيين استشعروا خطر تعدد الجيوش لذلك شدَّدت الوثيقة الدستورية المصاغة على توضيح أهمية بناء جيش واحد، وإصلاح في الأجهزة الأمنية والجهاز العدلي)، إضافة إلى تفكيك التمكين وإصلاح اقتصادي شامل منحازة إلى الفقراء والمهمشين، أضف إلى ذلك إنفاذ اتفاقية جوبا للسلام.
أؤكد أن الحرية والتغيير ترفض بشكل قاطع العودة إلى عهد الشراكة.
هناك من ينظر إلى مايجري بين الحرية والتغيير والمكوِّن العسكري في مربع التسوية والمصالحة، وبين من وصفها بالاتفاق الثنائي، سمى ما يجرى بينهما لإنهاء الجمود السياسي؟
ما يجري الآن لا يمكن وصفه بالتسوية أو مصالحة، بل هو عملية سياسية لديها هدف وهو استعادة مسار التحوُّل الديموقراطي بشروط قوى الثورة .
بعض الكيانات داخل التغيير أعلنت رفضها لهذه الرؤية ودمغتها بالتسوية، مثل: حزب البعث والحزب الشيوعي مارأيك؟
في الاجتماع الذي عقده المجلس المركزي مؤخراً، الذي انعقد بدار المؤتمر السوداني، جرت مشاورات واسعة مع كل مكوِّنات الحرية والتغيير المدنية والقوى السياسية، وأطراف السلام، هذه القوى أيَّدت الرؤية ولم تخرج أي أصوات مخالفة، ولكن طالعنا رسالة حزب البعث الرافضة في الأسافير، ونؤكد أن البعث كان موجودًا بالاجتماع وعبر قياداته لم يطرح رؤيته بالرفض في حينها، لذلك وأؤكد أن هذه الرؤية والمبادرة سوف تمضي بالتوافق مع كل مكوِّناتها،
أولاً، الشيوعي ليس جزءاً من تحالف التغيير، والرؤية التي أعلنتها الحرية و التغيير في المؤتمر الصحفي الأخير أجيزت بالتوافق داخل المجلس المركزي ولم يعترض عليها أي مكوِّن وما أعلن من موقف سياسي لحزب البعث لم يتحدَّث عن منسوبي البعث داخل المجلس المركزي.
أما بخصوص الحزب الشيوعي ظل منذ الانقلاب مع قوى الردة، يقدِّم خطابات متطرِّفة مليئة بالمزايدات والتخوين تجاه قوى الثورة، وهذه التباينات ليست جوهرية بقدر ماهي شكلية، واستغلت القوى الانقلابية هذه الخطابات عبر أدواتها الإعلامية، واستخدمت ذات المنصات التي تسعى لتفتيت قوى الثورة ليقف هذا الخطاب حاجزاً بينها وبين بناء الجبهة المدنية الموحَّدة، وتستخدم مظلة الخطاب الذي ظل يقدِّمه الحزب الشيوعي منذ إعلان إسقاط حكومة الفترة الانتقالية .
وماذا بشأن بعض القوى الثورية الممانعة من لجان المقاومة والشارع؟
تدرك الحرية والتغيير أن هزيمة الانقلاب تتطلب العزيمة، لذلك نسعى إلى بناء جبهة مدنية مناهضة وقوية وصلبة، لذلك نحن على اتصال دائم مع القوى الثورية عبر حثها على وضع قضية إنهاء الانقلاب كقضية ملِّحة على رأس أولوياتها، وأن تعمل جنباً إلى جنب لهزيمة قوى الردة بشكل دائم ومستمر، لذلك أرى أن المصالح التي تجمع قوى الثورة أكبر من التي يمكن أن تفرِّقها.
هنالك غياب تام لقيادات المؤتمر السوداني لاسيما رئيس الحزب السابق إبراهيم الشيخ، عن الساحة بعد لقائه ياسر العطا؟
إبراهيم الشيخ، خارج السودان في رحلة علاجية وعلى تواصل فعَّال مع كافة هيئات الحزب، ومع كل القوى الفعَّالة لإيجاد الخلول لهذا الوضع الانقلابي.
فولكر بيرتس تخوَّف من أن تدفع التسوية المرتقبة في الساحة السياسية إلى خنق أصوات الشباب وقود الثورة ونبضها المحرِّك للشارع، هل ترى أن الحراك السياسي يساهم في إيقاد شعلة الثورة أم أخمادها؟ حسب رأيك خاصة أن المواكب مازالت مستمرة حتى بعد إعلان رؤية الحرية والتغيير؟
الحرية والتغيير أعلنت أن الرؤية السياسية لن تمنع الحراك الجماهيري لحين الوصول إلى مبتغاه، والحراك الجماهيري كان وسوف يظل أحد الأدوات لإنهاء الانقلاب وبالتالي الرؤية ليست بديلاً للعمل الجماهيري .
والتغيير حثت الجماهير على الخروج في مواكب 25 أكتوبر، حتى تحقق الحركة الجماهيرية أهدافها بمختلف الطرق، والتغيير أكثر حرصاً على قضايا الشباب في العملية السياسية، والرؤية طرحت أهمية مشاركة كل القوى لكل الفاعلين
في العملية السياسية لا سيما الشباب.