استطلاع- نضال حسن. 23 أكتوبر 2022 م
– جامعي: يجب إبعاد الأحزاب السياسية عن المشهد السياسي في الفترة الانتقالية
– خريج: الأمل في حدوث اتفاق بين المكوِّنات العسكرية والمدنية وحراك الشارع صار ضئيلاً جداً
– شاب عاطل: لن يصلوا لأي اتفاق والشباب هاجر تاركاً بلده
– جامعية: يمكن أن يحدث اتفاق إذا توحَّدت النية
– قانوني: نعم إذا توفرت الإرادة
السؤال الذي يتبادر في أذهان معظم الشباب، هل سيحصل اتفاق سياسي في ظل الخلافات المستعرة سياسياً بين الأحزاب السودانية والتنظيمات والكيانات؟
هل من الممكن أن تستقر الأوضاع في كل مناحي الحياة السودانية؟
إن الشباب هم الذين قدَّموا التضحيات لإنجاح الثورة السودانية ومنهم حين وصل إلى استحالة العيش بسلام غادر إلى خارج السودان بحثاً عن وضع أفضل وآلاف الطلاب هجروا مقاعد الدراسة الجامعية واختاروا أن يكمِّلوا تعليمهم بالخارج.
يا ترى ماهي توقعات الشباب لمستقبل السودان وفي رأيهم هل يمكن أن يصل السودانيين إلى اتفاق؟
وللإجابة على ذات السؤال هل يمكن أن يصل السودانيين إلى اتفاق في ظل الصراع الحاصل الآن؟
نعم ممكن
قال الهادي الطيب، طالب جامعي، نعم، يمكن أن يصل السودانيين إلى اتفاق شامل وبعدها تخرج البلاد من هذا النفق المظلم ويتم ذلك بعدد من الإجراءات وهي كالآتي:-
تجرُّد كل الأحزاب السياسية من الثوب السياسي وأن يراعوا مصلحة الوطن والمواطن .
إبعاد الأحزاب السياسية عن المشهد السياسي في حكم الفترة الانتقالية.
إقامة مؤتمر جامع يناقش مشاكل وقضايا السودان وإقامة توعية جماعية إلى كل المواطنين السودانيين وحثهم على حب الوطن وتقبُّل الآخر.
ويمضي الطيب في رؤيته قائلاً: ثم تحديد فترة انتقالية مدتها عامين وخلالها يتم إعداد دستور يحكم السودان .
وختم قائلاً: إذا تمت هذه النقاط افتكر أن السودان يمكن أن يتخطى هذه المرحلة الصعبة.
ضئيل جداً
أما داوود فقد ردَّ لـ (الصيحة) بقوله: إن الأمل في حدوث اتفاق بين المكوِّنات العسكرية والمدنية مع حراك الشارع ضئيل جداً، لأنه منذ الخامس والعشرين من أكتوبر 2012م، وحتى الآن لا يوجد أي توافق بين النخب والعسكر وبين حراك الشارع، إضافة لذلك لم تحصل أي خطوة إيجابية بعد إجراءات البرهان الفاشلة.
وأضاف قائلاً: رغم ظهور عدة مبادرات وتسويات من هنا وهناك إلا أنها كلها كانت فاشلة بمعنى الكلمة.
وتساءل داوود: إذن كيف يحصل اتفاق في ظرف كهذا فيه الكل يرفض الكل هذا يرفض ذاك.
ومضى قائلاً: إن حراك الشارع هو اللاعب الأساسي في المشكلة السودانية،
يرفض حراك الشارع الجلوس مع العسكر لا تفاوض لا شراكة.
وإذا نظرنا للأحزاب والنخب كل ما يعنيهم في هذا الحراك هي كراسيهم
نفس السيناريو نجده في الحركات المسلحة كل يغني على ليلاه.
وضياع المواطن أيما ضياع في هذه المعمعة اقتصادياً صحياً وأكاديمياً حدِّث ولا حرج، وما نراه الآن هو اختلاط للبقر.
وختم بقوله: للأسف الوضع السياسي في السودان مبهم .
إذا اتحدوا
فيما قال زكي عبدالله، أحد الشباب الباحثين عن العمل: يمكن أن يصل السودانيين إلى اتفاق إذا اتحدوا واتفقوا، وأن يكون حب الوطن أول اهتماماتهم ويكون هم كل سوداني الوطن، أما إذا استمروا في نفس الخلاف فأنا أتوقع ضياع السودان وانهيار الدولة وأن تقسم إلى ولايات ويضيع طموح الشباب وتضيع أحلامهم وتضيع الأجيال القادمة، وأضاف قائلاً: أنا من وجهة نظري أدعوا السياسيين في مختلف مكوِّناتهم سواءً عسكريين أو مدنيين ينحازوا إلى صوت العقل و(يختوا) السودان نصب أعينهم وأن يكون هدفهم الأساسي هو الوطن.
مكاسب شخصية
أما مروة، طالبة جامعية في المستوى الثالث فقالت لـ(الصيحة): أتوقع أن يحدث اتفاق إذا توحدت النية وكل سياسي أحب وطنه وسعى من أجله، وأن تكون المشاورات لأجل الوطن وتقدُّمه لا من أجل منافع ومكاسب شخصية.
الأنانية
فيما قالت إيلاف الحلوة، طالبة جامعية: إن السودانيين يمكن أن يتفقوا إذا تخلوا عن الأنانية وكانوا محبين لوطنهم العزيز وكلٌّ يقدِّم مصلحة الوطن على المصالح الأخرى ويقبل رأي الآخر.
بشرط..
بينما ذكرت خديجة الأمين، طالبة (والله يمكن أن يصلوا إلى اتفاق اذا اجتعموا مواطنين همهم بلدهم بتفقوا، لكن إذا جلسوا أحزاب أي زول همه السلطة أكيد ما حيتفقوا ودا كلام لا يختلف فيه اثنان).
النسيان
حذيفة أحد الشباب العاملين في مؤسسة عسكرية، قال: يمكن أن يتفقوا في حالة واحدة (نسيان الماضي والبداية من جديد إضافة إلى نبذ القبلية).
لا اتفاق
أما والي الدين، قال إنه ( يعمل في مخبز)، فقد قطع بعدم وصول السودانيين إلى أي اتفاق في ظل هذه الصراعات لأنهم غير متفاهمين وغير محبين لبلدهم، وقال: إن معظم الشباب هاجر تاركاً بلده، لأنهم يئسوا من إصلاح البلد واستقرارها.
وتوقع عبد المنعم، شاب من حي الموردة، أن يصل السودانيين إلى اتفاق إذا كان همهم هو الوطن لا غيره.
استحالة
وتوقعت الجامعية صفاء عادل، بعدم وصولهم إلى اتفاق لأنهم غير متحدين حسب رأيها، فيما وافقها الشاب فاروق، قائلاً: لا أتوقع أن يصل الفرقاء إلى اتفاق في الوقت القريب، لأنهم ينطلقون من دوافع شخصية لا وطنية (فناس وجدي صالح ما نفَّذوا لينا أي شيء في عهدهم، وأول ما شالوهم رجعوا للمربع الأول) ونفس الحديث ينطبق على جبريل إبراهيم، الذي اكتفى بوزارة المالية ولم يقدِّم شيئاً لسلام دارفور، وظل يطالب ويطالب دون أن يقدِّم شيئاً .وأي شخص يريد مصلحته الخاصة ولهذا لن يكون هنالك اتفاق.
ضياع
وذكرت أمنية، شابة تبيع الشاي، باستحالة أن يتفقوا وقالت: (أي واحد بفكِّر في نفسه والطمع ملأ عيونهم والقلوب غير نظيفة وحب الوطن غير متوفر وما عندهم غيرة لبلدهم) وأضافت قائلة: (الشعب غير متفق ومقسَّم إلى أحزاب، وأكدت أن كل الدول التي تقدَّمت بسبب حب الوطن، وقالت: إن البلد تدهورت بسبب سوء الإدارة والجهل، وأضافت إنه يجب أن تكون إدارة البلاد في أيدي متعلمة وأمينة ومحبة للبلد، وذكرت بحسرة أن عدم الاتفاق سيضيِّع البلد .
اتفاق وعدم اتفاق
محمد وأمير التقتهما (الصيحة) في إحدى الكافتريات، حيث توقع محمد أن لا يصل السودانيين إلى أي اتفاق، بينما خالفه أمير قائلاً: يكمن أن يصلوا إلى اتفاق إذا اتحدت كل الأحزاب، اليمين وأحزاب اليسار، غير أنه ذكر أن الحزب الشيوعي لن يتفق مع أي حزب، وعلَّق بقوله: كل الأحزاب أن اتفقت فلن يتفق معها.
الإرادة
القانوني راضي، قال لـ(الصيحة): يمكن أن يتفقوا إذا توفرت الإرادة السياسية وأن يكون همهم الأول والأخير مصلحة الوطن، وأفادت زهرة طالبة ثانوي بأنهم يمكن أن يتفقوا في حالة كانت نيتهم صافية، بينما صرَّح الطيب شاب يبحث عن عمل، قائلاً: إذا اتحدوا وصفُّوا النية يمكن أن يصلوا لاتفاق.
بينما قال أسامة، التقته (الصيحة) بمولد حوش الخليفة، صاحب محل حلاوة مولد : لا يمكن لأننا غير متحدين، وصرَّح زميله بالمولد عبد المنعم، بقوله: (إذا اتحدوا مع بعض البلد بتمشي لي قدام).
إجماع
وتحدَّث عدد من الشباب وأكدوا بإمكانية حدوث اتفاق سياسي ينهي الأزمة السياسية في البلاد، وأن يحدث استقرار في السودان، وقالوا إن الشعب السوداني شعب عظيم ومعلِّم ولن يترك البلاد تضيع بسبب الخلافات وتوقعوا أن تحدث تنازلات من كل الأطراف وصولاً إلى تراضي واتفاق.
وأوضحوا أن المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان أن يكون التركيز على نبذ القبلية والعنصرية وأن يكون الهم الأكبر لجميع الناس مصلحة السودان وأن تعلى على جميع المصالح الأخرى.
وطالب الشباب في الاستطلاع الواسع الذي أجرته (الصيحة) مع قطاعات واسعة منهم بضرورة الابتعاد من الأجندات الضيِّقة.