محمد طلب يكتب: عاوز حاجة؟؟ بالمصري
كان لزيارتي مصر أثر كبير في تغيير بعض الانطباعات عن هذا الشعب الجميل والعريق والتي خلفها تعاملي مع بعضهم في دول الخليج ومكان التنافس على الوظائف والمكتسبات والمحافظة عليها والعض عليها بالنواجذ لإنجاز الخطط المرسومة بدقة واختصار طريق الغربة الشاق والطويل…
تأسفت كثيراً على عدم زيارتي لَمصر وأنا بكامل صحتي وهذا بلا شك تقدير إلهي ولحكمةٍ يعلمها الله…
لكن خلال تواجدي هنا للعلاج وجدتُ نفسي أتأمل هذا الشعب العظيم فالتقط بعض الصور والعبارات واخضعها للتحليل عبر معطياتي البسيطة والفترة الوجيزة التي أقضيها هنا وفي مكان علاجي Physio-peak Center، فوجدت أن كثيراً من العبارات المعتادة في التعامل اليومي تحمل كثيراً من المعاني الراقية وروح التعاون والمحبة والذوق الرفيع التي تجمع الناس هنا بغض النظر إن كانت هذه العبارات تجد طريقها للتنفيذ أم أنها مجرد مجاملة أو مجرد (حكي) كما يقول الشوام أو أنها (كلام ساااي) كما نصفها نحن السودانيون.
من هذه العبارات عبارة أحسبها راقية وذات مدلولات محبة تُقال عند المغادرة أو ضمن جمل الوداع (عاوز حاجة؟؟) وعادةً ما تكون الإجابة عليها (حبيبي) مقرونةً باسم المخاطب أو نادراً ما يكون الرد في شكل طلب مثلاً (انت بتروح من شارع كذا طب شوف لي كذا وانت راجع) أو شئ من هذا القبيل وأحياناً يقابل ذلك اعتذار جميل (لا النهار دا أنا رايح عند حماتي).
ناقشت صديقي الفنان التشكيلي الآخر (أسامة طلب) عبر “الواتس” حول هذا الأمر وقلت له ماذا لو انتقلت عاوز حاجة؟؟؟ لحياتنا في السودان فرد ضاحكاً (عيييييك) والعجب حريمنا وناس جيب وجيب ما حنتفكا نهاااائي)، ثم أضاف جاداً (يعني لو سوداني أو أي جنس بقى زيهم بتكون شيييينة ولكن عندهم سمحة وليها قيمة ومعنى يعني عنوان وتعريف للهوية)، ثم أردف مستمتعاً بهذا النقاش (عشان كدا ما بتكتشف الحاجات دي إلا في بلدهم تعيش فيها وتعرفها أما تلاقيهم في أي مكان غير مصر بتكرههم لكن تمشي ليهم في مصر بتكتشفهم وممكن تحبهم عدييييييل كدا لأنها بلدهم)، وختم حديثه معي قائلاً بحب (مصر شعب أوسطى ومعلم).
فقلت له لكن محجوب شريف وصفنا نحن بذلك وقال (نحن شعب أوسطى)، فقال لي لكنه صاح (يللا جيبوا مونة) وناس (حنبنيهو) ما زالوا منتظرين المونة لي يوم الليلة……. التراب راااقد والموية قاطعة وإجري يا نيل الحياة ومين يكلم مين
نلتقيكم في مقال قادم عن (إيه الحلاوة دي وإيه الجمال ده)
سلام