21 أكتوبر 2022 م
أتى شخص إلى الدكتور متولي الشعراوي رحمه الله، قال أريد أن أعرف هل أنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟
فقال الشيخ إنّ الله أرحم بعباده فلم يجعل موازينهم في أيدي أمثالهم، فميزان كل إنسان في يد نفسه، قال الرجل كيف؟ قال الشيخ لأنك تستطيع أن تغش الناس ولكن لا تغش نفسك.
ميزانك في يديك تستطيع أن تعرف أأنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة.
قال الرجل وكيف ذلك؟
قال الشيخ اذا دخل عليك من يعطيك مالاً ودخل عليك من يأخذ منك صدقة، فأيهما تفرح، فسكت الرجل.
فقال الشيخ إذا كنت تفرح بمن يعطيك مالاً فأنت من أهل الدين، وإذا كنت تفرح بمن يأخذ منك صدقة فأنت من أهل الآخرة.
فإن الإنسان يفرح بمن يقدم له ما يحبه، فإذا يعطيني مالاً يعطيني الدنيا، والذي يأخذ مني صدقة يعطيني الآخرة،
فإن كنت من أهل الآخرة َفافرح بمن يأخذ منك صدقة
أكثر من فرحك بمن يعطيك مالاً.
فأخذ الرجل يردد سبحان الله.
قال الشيخ، لذلك كان بعض الصالحين إذا دخل عليه من يريد صدقة كان يقول له متهللاً مرحباً بمن جاء يحمل حسناتي الى الآخرة بغير أجر، ويستقبله بالفرحة والترحاب.
قال الرجل إذن أقول (إنا لله وإنا إليه راجعون).
قال الشيخ لا تيأس من رحمة الله، سر في ركبهم تلحق بهم
إن لم تكن مثلهم فتشبّه بهم إنّ التشبه بالكرام فلاح.
إن جاءك المهموم انصت، وإن جاءك المعتذر أصفح، وإن جاءك المحتاج أنفق، وليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف، ولكن المطلوب أن تكون في أخلاقك آية.
هنيئاً لمن يزرع الخير بين الناس.. اجعل من يراك يدعو لمن رباك.. فنقاء القلب ليس غباءً إنما ميزة يضعها الله لمن أحب.. فكن ممن خصهم الله بقضاء حوائج الناس.
ولذلك قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
تحياتي،،،