عبد الله مسار يكتب : لقاوة تحت نيران الحركة الشعبية (الحلو)!!
20 أكتوبر 2022م
لقاوة مدينة تقع في ولاية غرب كردفان في الحدود مع ولاية جنوب كردفان، وتسكنها مجموعة قبائل المسيرية والنوبة والداجو وآخرون. والأكثرية هم المسيرية، وفيها نظارة الصادق الحريكة، وهي مدينة تعايشت فيها هذه القبائل ردحاً من الزمان، وقامت بينهم صلات تزاوج وتصاهر وأنتجت مجتمعاً مترابطاً لمدة طويلة، وعاشوا لفترات متعاونين ونسيجاً اجتماعياً مُتماسكاً، وخاصّةً في فترة حكم الانقاذ، ولكن بعد الثورة بدأت مظاهر احتكاكات فردية، وبدأت توتُّرات هُنا وهُناك.
الآن بدأت الحركة الشعبية لتحرير السودان (عبد العزيز الحلو)، عملاً مُسلّحاً ضد بعض مناطق غرب كردفان، واستهدفت في ذلك منطقة لقاوة، وبدأت تدوين المدينة بالأسلحة الثقيلة، وصارت تعمل على تفتيت المجتمع لتوهم الناس أن هذا صراعٌ قبليٌّ، وأنّ الذي يدور ليس هجوماً مُسلّحاً من الحركة الشعبية وهو أمرٌ فيه خدعة حتى لا يقال إنّ الحركة الشعبية خرقت وقف إطلاق النار وتدخل في أزمة مع حكومة السودان، وكذلك مع المُجتمع الإقليمي والدولي.
وفي بداية الهجوم، تعاملت الحكومة مع الأمر على أساس أنه صراع قبلي، ولكن بعد التمحيص وجمع المعلومات، اتّضح أنه ليس كذلك، ولكن هو هُجُومٌ مُسلّحٌ من الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح الحلو. ولذلك أكّدت لجان الأمن بصحة الأمر واتّجاهاته.
وعليه، أعتقد حماية الأمن الوطني مسؤولية القوات المسلحة، ولذلك مطلوبٌ من الدولة السودانية الدفاع عن المواطنين جميعاً ضد أي حملة عسكرية مُستهدفة المدن والمنشآت والأهالي في إطار حدود مسؤولية الحكومة، وعلى كل المستويات وبصفة خاصّة المُستوى القومي.
إنّ السودان توقّفت الحرب فيه منذ قيام الثورة في أبريل 2019م، ولكن الآن لظروف الهشاشة الأمنية، بدأ الصراع المُسلّح يتجدّد من جديد، ويُمكن أن يكون ذلك مرتبطاً بأجندات مُختلفة يختلط فيها المحلي بالإقليمي والدولي، وتدخل فيها مصالح المجموعات السياسية المُختلفة، خاصّةً وأنّ الحركة لديها اتفاقياتٌ مع بعض الكيانات السياسية وجزء منها اتفاقيات سابقة.
ولذلك، أعتقد أنّ الأخ الحلو أن لا يلجأ الى الحرب بعد ما يقارب الأربعة أعوام من وقف إطلاق النار، وأن لا يستهدف نوعية مُعيّنة من السكان، وخاصةً مثل هذا الاستهداف يخرج قضية الحركة من مُحتواها ويدخلها في صراع خارج مشروعها، ويجعلها تتحوّل الى حركة قبلية إثنية، وهو صراعٌ لا طائل منه ويخلق لها خُصوماً محليين ويقزمها من مشروع قومي الى مشروع محلي لا فائدة منه، وكذلك يعمل توترات بين المجتمع المحلي على أُسس عرقية وإثنية وقبلية!!
عليه، أولاً، أناشد الحركة الشعبية، عدم الزّج بقواتها في هكذا صراع، وأن تلتزم بوقف إطلاق النار، وأن تسعى للسّلام.
ثانياً، على الحكومة حماية المُواطنين الآمنين جميعاً دون النظر الى قبيلة أو عرق.
ثالثاً، على أهل المنطقة التعايش وحل النزاعات وفق الأعراف.
رابعاً، على الدولة والمُؤسّسات الخيرية مُساعدة المُتضرِّرين من الأحداث من سكان المنطقة.